ونجاح مطالبهم ، وهم أبواب معرفته عزوجل ، فلا بد من التوسل بذكرهم في عرض الدعاء عليه وقبوله لديه ، وذلك كما اذا أراد أحد من الرعية اظهار حاجته على السلطان توسل بمن يعظمه ولا يرد قوله.
يدل على تلك الجملة ما رواه سلمان المحمدي ، قال : سمعت محمدا يقول ان الله عزوجل يقول : يا عبادي أو ليس من له اليكم حوائج كبار لا تجودون بها الا أن يتحمل عليكم بأحب الخلق اليكم ، تقضونها كرامة لشفيعهم ، ألا فاعملوا أن أكرم الخلق علي وأفضلهم لدي محمد وأخوه علي ومن بعده الائمة ، الذين هم الوسائل الى الله ، ألا فليدعني من همته حاجة يريد نفعها ، أو دهته داهية يريد كشف ضررها بمحمد وآله الطيبين الطاهرين ، أقضها له بأحسن ما يقضيها من يستشفعون بأعز الخلق عليه (١) الحديث.
وعن سيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام : اذا كانت لك الى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم سل حاجتك ، فان الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي احداهما ويمنع الاخرى (٢).
فهذا وجه ترتيب هذا الدعاء ، وانما أفرد الميت بالدعاء خاصة بعد الدعاء للمؤمنين والمؤمنات وهو منهم ، ليكون من قبيل ذكر الخاص بعد العام لزيادة الاهتمام. ويحتمل أن يكون من باب التصريح بما علم ضمنا ، فتأمل.
ويدل على استحباب رفع اليدين في حالة الدعاء على الميت رواية صفوان ابن مهران الجمال عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : مات رجل من المنافقين ، فخرج الحسين بن علي عليهماالسلام يمشي ، فلقى مولى له ، فقال له : أين تذهب؟ فقال : أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه ، فقال له الحسين عليهالسلام : قم الى جنبي فما
__________________
(١) عدة الداعى ص ١٥٠ ـ ١٥١.
(٢) اصول الكافى ٢ / ٤٩٤.