محمد هذا بين جماعة منهم الضعيف ، الا أن رواية يوسف بن عقيل عنه قرينة واضحة على كون المراد به البجلي الثقة ، وهي تدل على عدم اعتبار رؤية الهلال قبل الزوال ، ولذلك استدل بها عليه صاحب المعتبر والمدارك وغيرهما.
بيان ذلك : أن وسط الشيء محركة ما بين طرفيه ، كما في القاموس (١) ، فوسط النهار ما بين أوله وآخره الحقيقيتين ، لان طرف كل شيء منتهاه ، كما في القاموس (٢) أيضا ، وعلى هذا فأول النهار وآخره غير منقسمين ، ووسطه مستوعب لجميع أجزاء النهار ، هذا معناه في اللغة.
فأما في العرف ، فأوله كوسطه في المقدار ، كما أن وسطه كاخره في ذلك ، حتى اذا كان النهار اثنا عشر ساعة مثلا انقسم أثلاثا ، فأوله أرفع ساعات من طلوع (٣) الفجر ، ووسطه مثله بعدها ، وكذلك الاخر. ولذلك يقال : جائني زيد أول النهار أو آخره أو وسطه.
والظاهر أن هذا هو المراد بالوسط وطرفيه في الحديث ، لان من المقرر عندهم أن اللفظ الصادر عنهم عليهمالسلام ان كانت له حقيقة شرعية حمل عليها ، والا فحمل على الحقيقة العرفية ان كانت له في العرف حقيقة ، والا فحمل على الحقيقة اللغوية ، فالعرف مقدم على اللغة ، لان مدار أكثر الافادة والاستفادة عليه.
ومنه قول الباقر عليهالسلام في حديث صحيح فسر فيه الصلاة الوسطى بصلاة الظهر وهي أول صلاة صلاها رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤).
وهي وسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر ، فاطلق الوسط على
__________________
(١) القاموس ٢ / ٣٩١.
(٢) القاموس ٣ / ١٦٧.
(٣) اشارة الى أن المراد بالنهار هو الشرعى لا النجومى « منه ».
(٤) معانى الاخبار ص ٣٣١ ، ح ١.