المشرق (١) وطلب الهلال غدوة ، أي : غدوتنا أي أول يومنا وقبل الزوال بالنسبة الينا ، وان كان بالنسبة الى الطالب المفروض أواخر يومه ، لفرضه في المشرق الذي بينه وبين هذا البلد ربع دورة مثلا ولم ير هناك.
فهو هنا هلال جديد بمعنى أنه قد يكون هلالا جديدا ، لامكان خروج الشعاع بعد غروبه بالنسبة الى أفق الطالب وصيرورته ، قابلا للرؤية قبل الغروب بالنسبة الى هذا الافق ، وحينئذ في الرواية اشارة الى اختلاف الافق الشرقي والغربي في الحكم انتهى.
ولا يخفى أنه بهذا التوجيه لا يدل على اعتبار رؤية الهلال قبل الزوال ولا يؤيده ، ولذلك لم يذكره فيما تأيد به عليه.
أقول : لهذا الخبر وجه آخر اذا طلب الهلال أي غرة القمر في المشرق ، أي : في مشرقنا (٢) وهو مغرب الطالب ، بأن يفرض حيث يكون بينه وبين مشرقنا هذا قريب من ربع الدورة غدوة ، أي : في أول يومنا وهو مساء الطالب.
وذلك في زمان يغلب على ظنه في تلك البقعة بالنسبة الى ذلك الافق خروجه من تحت الشعاع فلم ير ، لعدم خروجه عند بالنسبة اليه ، فهو هنا أي في مغربنا وهو مشرق الطالب هلال جديد لخروجه من الشعاع مدة نصف الدور رأى لعدم المانع أو لم ير.
__________________
(١) لعله جعل فى المشرق ظرفا للطلب بأن يكون الطلب واقعا فيه « منه ».
(٢) ما ذكرناه لا اختصاص له بمشرق ولا مغرب ، بل يصح تعميمه على أن قال : اذا طلب الهلال فى المشرق ، أى : فى مشرق أى بلد كان ، وهو مغرب أهل بلد الطالب ، وهم الذين في محاذاة أهل ذلك البلد تحت الارض ، فلم ير لما ذكرناه ، فهو هنا أى فى مغرب أهل ذلك البلد. وهو مشرق أهل بلد الطالب ، هلال جديد لما ذكرناه « منه ».