فتوقف العلامة في روايته ، حيث قال في الخلاصة : روى الكشي حديثا في طريقه محمد بن سنان ، وصالح بن أبي حماد ، وليس صريحا في تعديله ، فأنا في روايته متوقف (١) في غير موقفه.
ثم لا يذهب عليك أن هذا الخبر الذي نحن فيه ، فيه دلالة على اعتبار الرجل عند الإمام عليهالسلام ، واختصاصه به ، وأنه كان من ثقاته المعتبرين عنده ، وقد خرج معه وحده وهو في خدمته من المدينة الى مسجد الشجرة ، ثم شرفه بمثل هذا الخطاب ، وعلمه بمثل هذا التعليم ، فلا يبعد أن يعد حديثه لو لم يكن في الطريق قادح من غير جهته من الصحاح.
وقد صرح بحسن سند هو من رجاله الفاضل القهپائي ملا عناية الله رحمهالله في مجمع الرجال ، حيث قال في مشيخة الفقيه بعد نقل قوله : وما كان فيه عن بشير النبال ، فقد رويته عن محمد بن علي ماجيلويه رضياللهعنه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان ، عن بشير النبال انتهى ، السند حسن (٢) الى هنا كلامه رفع مقامه.
فطريق الصدوق اليه (٣) صحيح على ما تقرر عندنا في ابراهيم بن هاشم ومحمد بن سنان ، فان محمدا هذا وان كان ضعيفا على المشهور الا أن الفاضل المذكور في حواشيه على الكتاب المسطور قد بسط الكلام في توثيقه وتعديله بما لا مزيد عليه.
وقال الفاضل المجلسي رحمهالله في شرحه على الفقيه : روى الكليني والشيخ في الحسن عن بشير النبال ، ونقل الحديث كما سبق. ثم قال : وظاهره
__________________
(١) رجال العلامة ص ٢٥.
(٢) مجمع الرجال ٧ / ٢٢٩.
(٣) أى : بشير « منه ».