فأمرت امرأته ابنه وهو ابن عشر سنين أن يقع عليها فما ترى فيه؟ فقال : أثم الغلام وأثمت أمه ، ولا أرى للاب اذا قربها الابن أن يقع عليها (١).
ومع ذلك كله فهو مطلق يمكن حمله على أن ابنها انما وقع على الجارية بعد أن وطأها أبوه بالملك ، ولذلك لم تحرم عليه ، وبذلك يوفق بينه وبين صحيحة أبي بصير وحسنة علي بن جعفر وضعيفة عمار ونحوها.
وأعلم أن الشيخ الفاضل النجاشي رحمهالله قال في كتابه : كان عبد الله بن يحيى الكاهلي وجها عند أبي الحسن عليهالسلام ، ووصى به علي بن يقطين ، فقال : اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة (٢) كذا نقله الكشي بسند نقي (٣).
ومما ذكر في ترجمة علي بن يقطين يظهر اعتباره عند أبي الحسن عليهالسلام وعند المؤمنين كلهم خصوصا علي بن يقطين.
وقال العلامة في الخلاصة : لم أجد ما ينافي مدحه رحمهالله (٤) ، وفي الفهرست (٥) والنجاشي له كتاب يرويه جماعة.
أقول : اذا كان الرجل عارفا اماميا فاضلا ممدوحا معتبرا عند الامام والمؤمنين كلهم ، ولم يقدح فيه أحد من علماء الرجال ، فالظاهر بل الأزيد منه أنه لا يكذب على الامام ولا يضع الحديث عليه ، فان من المعلوم أنه عليهالسلام لا يوصي باعانة الفاسق ، وخاصة باعانة من يكذب عليه أو على أحد من آبائه عليهمالسلام.
فبعد امعان النظر يظهر حسن حاله ، وكمال قدره وجلالته ، وهذا القدر
__________________
(١) فروع الكافي ٥ / ٤١٨ ـ ٤١٩ ، ح ٤.
(٢) رجال النجاشى ص ٢٢١ ـ ٢٢٢.
(٣) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٠٤ برقم ٧٤٩.
(٤) رجال العلامة ص ١٠٩.
(٥) الفهرست ص ١٠٢.