خبر صحيح على ما علمناه الا صحيحة سعيد ومضمرة صفوان ، وهما لا تقاوما تلك الاخبار الصحيحة المستفيضة ، بل نقول : لا خبر لهم صحيح صريح.
قال صاحب المفاتيح : الزنا ان كان طاريا لم ينشر الحرمة ، وان كان سابقا نشر ، كالوطي الصحيح عند الاكثر ، للصحاح المستفيضة ، خلافا للمفيد والسيد ولهما أخبار ضعيفة أولها الاصحاب للتوفيق (١).
وظاهره يفيد أن الاخبار الدالة على عدم نشر الحرمة بالزنا السابق على العقد كلها ضعيفة ، على خلاف ما ظنه صاحب الكفاية ، حيث زعم أن جلها بل كلها صحيحة ، والحق أنهما على طرفي افراط وتفريط.
أما الثاني ، فظاهر لما قررناه.
وأما الاول ، فلان رواية سعيد صحيحة ، لان عثمان بن عيسى الواقع في الطريق وان كان واقفيا الا أن علي بن النعمان الواقع في مرتبته امامي ثقة صحيح والسند في الإستبصار هكذا : الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى وعلي بن النعمان ، عن سعيد بن يسار (٢).
وطريق الشيخ الى الحسين هذا صحيح.
نعم الفجور المذكور في روايته أعم من الوطي والجماع ، لشموله القبلة واللمسة ونحوهما ، كما هو صريح صحيح منصور بن حازم.
فلا يصح الاستدلال بها ، لعدم دلالة العام على خصوص الخاص ، والاحتمال كاف في مقام المنع ، وخصوصا ان أراد التوفيق بين الاخبار فانه موجه ، والموجه يكفيه الاحتمال.
ولعل صاحب المفاتيح لمثل هذا لم يعدها ولا مضمرة صفوان من أخبارهما
__________________
(١) مفاتيح الشرائع ص ٢٤١ ـ ٢٤٢.
(٢) الإستبصار ٣ / ١٦٦ ، ح ٦.