العظيم ، وجاءوا به إلى المرقد النبويّ ليواروه بجواره .
ولمّا جيء بالجثمان المقدّس إلى قبر الرسول صلىاللهعليهوآله ليوارى إلى جنبه ثار الأمويّون وعلى رأسهم الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم ، فرفعوا أصواتهم أمام المشيّعين : « أيدفن الحسن بجوار جدّه ، ويدفن عثمان بأقصى المدينة ، لا كان ذلك أبداً » .
واشتدّوا كالكلاب نحو السيّدة عائشة ، وقد عرفوا انحرافها عن أهل البيت ، فأثاروا حفيظتها قائلين : « لئن دفن الحسن بجوار جدّه ليذهبنّ فخر أبيك وصاحبه » .
فوثبت وهي مغيظة محنقة تشقّ الجماهير ، وقد رفعت عقيرتها قائلة : « لئن دفن الحسن بجوار جدّه لتجز هذه ـ وأومأت إلى ناصيتها ـ » .
والتفتت إلى المشيّعين قائلة : لا تدخلوا بيتي مَن لا اُحبّ .
وقد أعربت بذلك عن كوامن حقدها على آل البيت عليهمالسلام ، ويتساءل السائلون من أين جاء لها البيت ، ألم يروِ أبوها عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضّة » ، فبيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ حسب هذه الرواية ـ كبيت من بيوت الله لا يملكه أحد ، وإنّما هو لجميع المسلمين ، وعلى هذا فكيف سمحت لأبيها وصاحبه أن يدفنا فيه ، وإذا لم تعمل عائشة بهذه الرواية ، وأن النبيّ صلىاللهعليهوآله كبقيّة الأنبياء يرثه ذرّيّته ، فالإمام الحسن عليهالسلام هو الذي يرثه لأنّه سبطه ، أمّا أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله فلا يرثن من البيت ، وإنّما يرثن من البناء حسبما ذكر الفقهاء .
وعلى أيّ حال فقد
تمادى الأمويّون بالشرّ ، وظهرت خفايا نفوسهم المنطوية على الحقد والعداء لآل البيت ، فقد أوعزوا إلى عملائهم برمي جنازة الإمام ، فرموها
بقسيّهم وسهامهم ، وكادت الحرب أن تقع بين الهاشميّين والأمويّين ، فقد أسرع أبو الفضل العبّاس عليهالسلام إلى مناجزة الأمويّين وتمزيقهم ، فمنعه
أخوه الإمام