بشيعة أهل البيت عليهمالسلام ، ممّا زاده ذلك إيماناً بضرورة الجهاد ، والقيام بثورة ضدّ السلطة الأمويّة ، لإنقاذ الاُمّة من محنتها ، وإعادة الحياة الإسلاميّة بين المسلمين .
واقترف معاوية أخطر جريمة في الإسلام ، فقد منح الخلافة الإسلاميّة إلى ولده يزيد الذي كان ـ فيما أجمع عليه المؤرّخون ـ مجرّداً من جميع القيم الإنسانيّة ، وغارقاً في الآثام والجرائم ، وكان جاهليّاً بما تحمل هذه الكلمة من معنى ، فلم يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، كما أعلن ذلك فيما اُثر عنه من شعر ، فقد قال حينما أشرفت سبايا آل النبيّ صلىاللهعليهوآله على دمشق :
لَسْتُ مِن خِندِفَ إِنْ لَمْ أَنتَقِمْ |
|
مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلْ (١) |
هذا هو يزيد في إلحاده ومروقه من الدين وقد سلّطه معاوية على رقاب المسلمين ، فأمعن في إعادة الحياة الجاهليّة ، وإزالة الإسلام فكراً وعقيدة من الصعيد الاجتماعي ، كما أخلد للمسلمين المحن والكوارث ، وذلك بإبادته لعترة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وسبيه لذراريه .
وأقدم معاوية على اغتيال الشخصيّات الإسلاميّة التي لها مكانة مرموقة في العالم الإسلامي ، والتي تحظى باحترام بالغ في نفوس المسلمين ، حتّى لا يزاحم أحد منهم ولده يزيد ، ولا تتّجه إليهم الأنظار ، وفعلاً قام باغتيال هؤلاء وهم :
__________________________
(١) الفتوح : ٥ : ١٢٩ . مقاتل الطالبيين : ١١٩ . مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي : ٢ : ٥٩ . البداية والنهاية : ٨ : ١٩٤ ، ٢٠٦ ، ٢٢٧ . شذرات الذهب : ١ : ٦٩ .