أَكْرِمْ بِهِ مَشْهَداً بانَتْ فَضيلَتُهُ |
|
وَما أَضاعَ لَهُ أَفْعالَهُ خَلَفُ (١) |
وصوّرت هذه الأبيات شجاعة أبي الفضل عليهالسلام ، وما مقام به من دور مشرق يدعو إلى الاعتزاز والفخر في حماية أخيه أبي الأحرار ، ووقايته له بمهجته ، وسقايته له ولأفراد عائلته وأطفاله بالماء ، فلم يكن هناك مشهد أفضل ولا أسمى من هذا الموقف الرائع الذي وقفه أبو الفضل مع أخيه أبي عبد الله عليهالسلام . . . وقد استولت مواقف أبي الفضل على حفيده الفضل فهام بها ورثاه بذوب روحه ، وكان من رثائه له هذه الأبيات الرقيقة :
أَحَقُّ النّاسِ أَنْ يُبْكىٰ عَلَيهِ |
|
فَتىً أَبْكى الحُسَينَ بِكَربلاءِ |
أَخوهُ وَابْنُ والدِهِ عَلِيٍّ |
|
أَبو الفَضْلِ المُضَرَّجِ بِالدِّماءِ |
وَمَنْ واساهُ لَا يَثْنيهِ شَيْءٌ |
|
وَجادَ لَهُ عَلىٰ عَطَشٍ بِماءِ (٢) |
نعم إنّ أحقّ الناس أن يمجّد ويبكى على ما حلّ به من رزء قاصم هو أبو الفضل رمز الإباء والفضيلة ، فقد رزئ الإمام الحسين عليهالسلام بمصرعه ، وبكاه أمرّ البكاء لأنّه فقد بمصرعه أبرّ الإخوان ، وأعطفهم عليه .
وهام الشاعر العلوي السيّد راضي القزويني بشخصيّة أبي الفضل عليهالسلام قال :
أَبا الفَضلِ يا مَنْ أَسَّسَ الفَضْلَ وَالإِبا |
|
أَبى الفَضْلُ إِلّا أَنْ تَكونَ لَهُ أَبا |
__________________________
(١) المجدي في أنساب الطالبيّين : ٢٣٢ .
(٢) هذه الأبيات للفضل بن محمّد بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن عليّ عليهماالسلام . انظر : مقاتل الطالبيّين : ٨٤ . شرح الأخبار : ٣ : ١٩٣ . اللهوف : ٧٠ . لواعج الأشجان : ١٨٠ . الغدير ٣ :٥ .