وبالإضافة إلى شجاعته ، فقد كان من اُباة الضيم ، وحفظة الذمار ، ومراعاة العهد ، ونقل المؤرّخون عنه بوادر كثيرة تدلّل على ذلك .
وهو والد عمرة الجدّة الاُولى لاُمّ البنين ، كان من أشهر شجعان العرب ، وله أشقّاء من خيرة فرسان العرب ، منهم : ربيعة ، وعبيدة ، ومعاوية ، ويقال لاُمّهم ( اُمّ البنين ) ، وقد وفدوا على النعمان بن المنذر فرأوا عنده الربيع بن زياد العبسي ، وكان عدوّاً وخصماً لهم ، فاندفع لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور وقد تميّز من الغيظ فخاطب النعمان :
يا واهِبَ الَخيرِ الجَزيل مِنْ سَعَة |
|
نَحنُ بَنو اُمِّ البَنينِ الأَرْبَعَة |
وَنَحنُ خَيرُ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَة |
|
المُطْعِمونَ الجَفنَةَ المُدَعْدَعَة |
الضّارِبونَ الهامَ وَسطَ الحَيصَعَة |
|
إِلَيكَ جاوَزْنا بِلاداً مُسْبِعَة |
تُخْبَرُ عَنْ هٰذا خَبيراً فَاسْمَعَه |
|
مَهْلاً أَبَيتَ اللَّعنَ لَا تَأْكُلْ مَعَه |
فتأثّر النعمان للربيع ، وأقصاه عن مسامرته ، وقال له :
شَرِّدْ بِرَحلِكَ عَنّي حَيثُ شِئْتَ وَلا |
|
تُكثِرْ عَلَيَّ وَدَعْ عَنْكَ الأَباطيلا |
قَدْ قيلَ ذلِكَ إنْ حَقّاً وَإِنْ كَذِباً |
|
فَما اعْتِذارُكَ في شَيْءٍ إِذا قِيلا (١) |
ودلّ ذلك على عظيم مكانتهم ، وسموّ منزلتهم الاجتماعيّة عند النعمان ، فقد بادر إلى إقصاء سميره الربيع عن مسامرته .
وهو والد كبشة الجدّة الثانية لاُمّ البنين ، وكان من الشخصيّات البارزة في العالم
__________________________
(١) خزانة الأدب : ١٤ . معجم البلدان : ١٠ : ٣٨٦ .