الاُمّة ، وقد استخدم هذا الذئب الجاهلي أخطر الوسائل في مناهضتهم ، ومن بين ما قام به :
وأقام معاوية شبكة من عملائه لوضع الأخبار وافتعالها على لسان النبيّ صلىاللهعليهوآله للحطّ من شأن أهل بيته ، والتقليل من أهمّيتهم ، وقد عمد الوضّاعون لافتعال الأخبار تارة في فضل الصحابة ، لجعلهم قبال العترة الطاهرة ، وقد عدّ الإمام الأعظم محمّد الباقر عليهالسلام أكثر من مائة حديث افتعلت لهذا الغرض ، كما افتعلوا طائفة من الأخبار في ذمّ أهل البيت عليهمالسلام ، كما وضعوا أحاديث اُخرى في مدح الأمويّين ، وخلق الفضائل لهم ، وهم الذين ناجزوا الإسلام في جميع مراحل تاريخهم .
ولم تقتصر الشبكة التخريبيّة على ذلك ، وإنّما عمدت لافتعال الأخبار فيما يتعلّق بأحكام الشريعة الإسلاميّة ، ومن المؤسف جدّاً أنّها دوّنت في الصحاح والسنن ، وجعلت جزءاً من الشريعة الإسلاميّة ، ولم يلتفت المؤلّفون إلى وضعها .
وقد تصدّى بعض المحقّقين إلى تأليف بعض الكتب ، ذكروا فيها بعض الأخبار الموضوعة ، فقد ألّف المحقّق السيوطي كتابه الشهير ( اللئالي المصنوعة في الأخبار الموضوعة ) ذكر فيه طائفة كبيرة من تلك الموضوعات .
وقد سجّل المحقّق الأميني في ( الغدير ) أرقاماً لبعض الأخبار الموضوعة بلغت زهاء نصف مليون حديث .
وعلى أي حال فإنّ من أعظم ما مُني به الإسلام من الكوارث هي الأخبار الموضوعة التي شوّهت الواقع المشرق للإسلام ، وألقت المسلمين في شرّ عظيم ، فقد حجبتهم عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وما اُثر عنهم من الأخبار الصحيحة التي هي من ذخائر الإسلام .