وذاب قلب أبي الفضل أسىً وحزناً ، وودّ أنّ المنيّة قد اختطفته ولا يشاهد تلك الكوارث والخطوب التي تذهل كلّ كائن حيّ ، وتميد بالصبر ، ولا يقوى على تحمّلها أي إنسان إلّا اُولي العزم من أنبياء الله الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان واصطفاهم على عباده .
ومن بين تلك الكوارث المذهلة التي عاناها أبو الفضل عليهالسلام أنّه كان يستقبل في كلّ لحظة شابّاً أو غلاماً لم يراهق الحلم من أهل بيته ، قد مزّقت أجسامهم سيوف الأمويّين وحرابهم ، ويسمع صراخ بنات الرسالة وعقائل النبوّة وهنّ يلطمن وجوههنّ ، ويندبن بأشجى ما تكون الندبة اُولئك البدور الذين تضمّخوا بدم الشهادة دفاعاً عن ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ومن بين المحن الشاقّة التي عاناها أبو الفضل عليهالسلام أنّه يرى أخاه ، وشقيق روحه الإمام الحسين عليهالسلام قد أحاطت به أوغاد أهل الكوفة لتتقرّب بقتله إلى سليل الأدعياء ابن مرجانة ، وقد زادته هذه المحن إيماناً وتصميماً على مناجزة أعداء الله ، وبذله حياته فداءً لسبط رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ونعرض يإيجاز إلى شهادته ، وما رافق ذلك من أحداث .
وانبرى بطل كربلاء
إلى أشقّائه بعد شهادة الفتية من أهل البيت عليهمالسلام ، فقال لهم :