كان سيّدنا العباس عليهالسلام دنيا من الفضائل والمآثر ، فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلّا وهي من عناصره وذاتيّاته ، وحسبه فخراً أنّه نجل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام الذي حوى جميع فضائل الدنيا ، وقد ورث أبو الفضل فضائل أبيه وخصائصه ، حتّى صار عند المسلمين رمزاً لكلّ فضيلة ، وعنواناً لجميع القيم الرفيعة ، ونلمح بإيجاز لبعض صفاته :
أمّا الشجاعة فهي من أسمى صفات الرجولة لأنّها تنمّ عن قوّة الشخصيّة وصلابتها ، وتماسكها أمام الأحداث ، وقد ورث أبو الفضل هذه الصفة الكريمة من أبيه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام الذي هو أشجع إنسان في دنيا الوجود ، كما ورث هذه الصفة من أخواله الذين تميّزوا بهذه الظاهرة ، وعرفوا بها من بين سائر الأحياء العربيّة .
لقد كان أبو الفضل
دنيا في البطولات ، فلم يخالج قلبه خوف ولا رعب في الحروب التي خاضها مع أبيه ، كما يقول بعض المؤرّخين ، وقد أبدى من الشجاعة يوم الطفّ ما صار مضرب المثل على امتداد التأريخ ، فقد كان ذلك اليوم من أعظم الملاحم التي جرت في الإسلام ، وقد برز فيه أبو الفضل أمام تلك القوى التي ملأت البيداء ، فجبّن الشجعان ، وأرعب قلوب عامّة الجيش ، فزلزلت الأرض تحت