بين يديك يا قمر بني هاشم وفخر عدنان
أنت ـ يا قدوة الثوّار والأحرار ـ قد تألّقت في سماء هذا الشرف ، رمزاً للبطولات ، وعنواناً للتضحية والفداء ، فقد رأيت الحكم الأموي السحيق يسوس المجتمع نحو الدمار الشامل ، يسحقّ الكرامات ، ويقضي على الحرّيّات ، ويمتصّ الأقوات ، ويقود المجتمع إلى حياة بائسة لا ظلّ فيها للعدل السياسي والاجتماعي .
فرفعت راية التحرير مع أخيك أبي الأحرار وسيّد الشهداء عليهالسلام الذي جسّد آمال الشعوب وطموحاتها ، وسعى لتحرير إرادتها ، وإعادة كرامتها .
لقد وقفت مع أخيك في خندق واحد فرفعتما كلمة الله الهادفة إلى كرامة الإنسان ، وبناء حياة آمنة مستقرّة لا ظلّ فيها للظلم والطغيان .
أمّا أنت ـ يا أبا الفضل ـ فكنت هبة من الله لهذه الاُمّة ، فقد فتحت لها آفاقاً مشرقة من الحريّة والكرامة ، وعلّمتها أنّ التضحية يجب أن تكون خالصة لله ، وبعيدة كلّ البعد عن الرغبات والعواطف وسائر الميول التي مآلها إلى التراب ، وبهذه الروح الإسلاميّة الأصيلة كانت تضحيتك ـ يا أبا الفضل ـ فقد اتّسمت بالدفاع عن الحقّ ، والذبّ عن القيم والمبادئ ، وهذا هو السرّ في خلود تضحيتك ، وتفاعلها مع عواطف الناس على امتداد التاريخ .