عليهم لنيل مقاصده الشريرة .
أمّا المنافقون فهم الذين أظهروا الإسلام في ألسنتهم ، وأضمروا الكفر والعداء له في ضمائرهم وقلوبهم ، وكانوا يبغون له الغوائل ، ويكيدون له في وضح النهار وفي غلس الليل ، وقد ابتلي بهم الإسلام أشدّ ما يكون البلاء وامتحن بهم المسلمون أشدّ ما يكون الامتحان لأنّهم مصدر الخطر عليهم ، وقد ضمّ جيش معاوية رؤوس المنافقين وضروسهم ، أمثال المغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص ، ومروان بن الحكم ، وغيرهم من الزمرة الباغية الذين وجدوا الفرصة لهم مواتية لضرب الإسلام وقلع جذوره ، وقد تسلّحوا بمعاوية ابن أبي سفيان العدوّ الأوّل للإسلام فناصروه وساروا في جيشه لمحاربة أخي رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيّه ، والمنافح الأوّل عن الإسلام .
إنّ جميع مَن حارب رسول الله صلىاللهعليهوآله من المنافقين قد انضمّوا إلى معاوية وصاروا من حزبه وأعوانه في محاربة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام .
ونعني بهم الجماعة التي فقدت امتيازاتها ومنافعها اللّامشروعة في ظلّ حكم الإمام رائد العدالة الاجتماعيّة في الأرض ، وفي طليعة هؤلاء ، العمّال والولاة ، وسائر الموظّفين في حكومة عثمان ، فقد فقدوا منافعهم وخافوا على مصادرة ما عندهم من الأموال التي اختلسوها من الشعب أيّام عثمان ، كما تمّ عزلهم عن مناصبهم فور تقلّد الإمام للحكم .
هذه بعض العناصر التي تشكّل منها جيش معاوية ، وقد زحف بهم إلى محاربة قائد الإسلام ، ورائد العدالة الإنسانيّة .