الأبطال ممّن غذّاهم الإمام بهذه الروح إلى مقارعة الطغاة ، وكان على رأسهم أبو الأحرار سيّد الشهداء ، وأخوه البطل الفذّ أبو الفضل العبّاس عليهالسلام ، والكوكبة المشرقة من شباب أهل البيت عليهمالسلام وأصحابهم المجاهدين .
فقد هبّوا جميعاً في وجه الطاغية يزيد لتحرير المسلمين من الذلّ والعبوديّة ، وإعادة الحياة الحرّة الكريمة بين المسلمين .
وقد سبق هؤلاء العظماء المصلح الكبير حجر بن عدي الكندي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، ورُشيد الهجري ، وميثم التمّار ، وغيرهم من أعلام الحريّة ودعاة الاصلاح الاجتماعي ، فقد ثاروا بوجه الطاغية معاوية بن أبي سفيان ممثّل القوى الجاهليّة ، ورأس العناصر المعادية للإسلام .
وعلى أي حال ، فقد غرس الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام روح الثورة على الظلم والطغيان في نفوس المسلمين ، وأهاب بهم أن لا يقارّوا على كظّة ظالم أو سغب مظلوم .
وكان ممّا عني به الإمام عليهالسلام في أيّام حكومته إلغاء المحسوبيّات إلغاءً مطلقاً ، فالقريب والبعيد عنده سواء ، فليس للقريب امتياز خاصّ ، وإنّما شأنه شأن غيره في جميع الحقوق والواجبات ، كما سوّى بصورة موضوعيّة بين العرب والموالي ممّا جعل الموالي يدينون له بالولاء ، ويؤمنون بإمامته .
لقد ألغى الإمام جميع
صنوف المحسوبيّات ، وصور العنصريّات ، وساوى بين المسلمين على اختلاف قوميّاتهم مساواة عادلة لم يعهد لها نظير في تاريخ الاُمم والشعوب ، فقد حملت مساواته روح الإسلام وجوهره وحقيقته النازلة من ربّ العالمين ، فهي التي تجمع ولا تفرّق ، ولا تجعل في صفوف المسلمين أي ثغرة