لسيّدهم ابن مرجانة ، رأى أبو الفضل كلّ هذه الشدائد الجسام فلم يجزع وسلّم أمره إلى الله تعالى ، مبتغياً الأجر من عنده .
ومن خصائص أبي الفضل عليهالسلام الوفاء الذي هو من أنبل الصفات وأميزها ، فقد ضرب الرقم القياسي في هذه الصفة الكريمة ، وبلغ أسمى حدّ لها ، وكان من سمات وفائه ما يلي :
وكان أبو الفضل العبّاس عليهالسلام من أوفى الناس لدينه ، ومن أشدّهم دفاعاً عنه ، فحينما تعرّض الإسلام للخطر الماحق من قِبل الطغمة الأمويّة الذين تنكّروا أشدّ ما يكون التنكّر للإسلام ، وحاربوه في غلس الليل وفي وضح النهار . فانطلق أبو الفضل إلى ساحات الوغى فجاهد في سبيله جهاد المنيبين والمخلصين لترتفع كلمة الله عالية في الأرض ، وقد قطعت يداه ، وهوى إلى الأرض صريعاً في سبيل مبادئه الدينية .
رأى سيّدنا العبّاس عليهالسلام الاُمّة الإسلاميّة ترزح تحت كابوس مظلم من الذلّ والعبوديّة ، قد تحكّمت في مصيرها عصابة مجرمة من الأمويّين ، فنهبت ثرواتها ، وتلاعبت في مقدّراتها ، وكان أحد أعمدتهم السياسيّة يعلن بلا حياء ولا خجل قائلاً : « إنّما السواد بستان قريش » ، فأي استهانة بالاُمّة مثل هذه الاستهانة ،
ورأى أبو الفضل عليهالسلام أنّ من الوفاء لاُمّته أن يهبّ
لتحريرها وإنقاذها من واقعها المرير ، فانبرى مع أخيه أبي الأحرار والكوكبة المشرقة من فتيان أهل البيت عليهمالسلام ، ومعهم الأحرار