أمّا سعد بن أبي وقّاص فهو فاتح العراق ، وأحد أعضاء الشورى الذين رشّحهم عمر إلى الخلافة الإسلاميّة ، وقد ثقل وجوده على معاوية فدسّ إليه سمّاً فقتله (١) .
أمّا عبد الرحمن بن خالد ، فكان له رصيد شعبي في أوساط أهل الشام ، وقد استشارهم معاوية فيمن يعقد له البيعة بعد وفاته ، فأشاروا عليه بعبد الرحمن ، فأسرّها معاوية في نفسه ، وأضمر له السوء ، ومرض عبد الرحمن فأوعز معاوية إلى طبيب يهودي أن يعالجه ويسقيه سمّاً فسقاه السمّ ، فمات على أثر ذلك (٢) .
كان عبد الرحمن بن أبي بكر من أبرز العناصر المعارضة لمعاوية في أخذه البيعة ليزيد ، وقد أعلن معارضته له ، واُشيع ذلك في يثرب ودمشق ، وقدّم له معاوية رشوة لينال رضاه ، وكانت مائة ألف درهم ، فأبى أن يقبلها ، وقال : لا أبيع ديني بدنياي ، وتعزو بعض المصادر أنّ معاوية دسّ له سمّاً فقتله (٣) .
__________________________
(١) مقاتل الطالبيّين : ٢٩ .
(٢) الاستيعاب : ٢ : ٨٣٠ . المنتظم : ٥ ٢١٧ . الكامل في التاريخ : ٣ : ٢٢٥ . الأغاني : ١٦ : ٤١٧ ـ ٤١٨ ، وفيه : أنّ خالد بن المهاجر ابن أخي عبد الرحمن قد قتل الطبيب ، فأُخذ وأُتي به معاوية .
فقال له : لا جزاك الله من زائر خيراً ، قتلت طبيبي .
قال : قتلت المأمور وبقي الآمر .
(٣) الاستيعاب : ٢ : ٨٢٥ و ٨٢٦ .