وأعلن معاوية رسميّاً سبّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأوعز إلى ولاته وعمّاله أن يذيعوا ذلك بين المسلمين ، واعتبره عنصراً أساسيّاً في بناء دولته ، وإقامة حكومته ، وأخذ الأذناب والعملاء ووعّاظ السلاطين يصعّدون سبّ الإمام وينتقصونه لا في نواديهم الخاصّة والعامّة فحسب ، وإنّما في خطب صلاة الجمعة وسائر المناسبات الدينيّة ، معتقدين أنّ ذلك ممّا يوجب القضاء على شخصيّة الإمام ، واندثار ذكره ، وقد خابت ظنونهم ، وتبّت أيديهم .
فقد عادت اللعنات عليهم وعلى من ولّاهم ومكّنهم من رقاب المسلمين ، فقد برز الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على مسرح التاريخ البشري كألمع قائد إنساني أسّس معالم العدالة الاجتماعيّة ، وأقام أركان الحقّ في الأرض .
لقد عاد الإمام في جميع الأعراف الدوليّة والسياسيّة أعظم حاكم ظهر في الشرق ، وأوّل حاكم قد تبنّى حقوق المظلومين والمضطهدين ، وأعلن حقوق الإنسان ، وأمّا خصومه الحقراء فهم أقزام البشريّة ، وأشرار خلق الله ، فقد جنوا على الإنسانيّة جناية لا تعدلها أيّة جناية ، فقد حجبوا هذا العملاق العظيم أن يقوم بدوره في بناء الحضارة الإنسانيّة ، وتطوير الحياة العامّة في جميع مجالاتها السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة .
واستخدم معاوية معاهد
التعليم وأجهزة الكتاتيب لتغذية النشء ببغض أهل البيت عليهمالسلام الذين هم المركز الحسّاس في الإسلام ، وغذّت
هذه الأجهزة الناشئة المسلمة ببغض عترة النبيّ صلىاللهعليهوآله وذرّيّته ، ولم يكن ذلك إلّا إجراء
مؤقّتاً ، فقد عكس الله إرادته ، وخيّب آماله ، فها هو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ملء فم الدنيا ،