هذه بعض الوسائل التي عني بها الإسلام في اقتصاده ، وقد تبنّاها الإمام عليهالسلام في أيّام حكومته ، وقد ناهضتها القوى الرأسماليّة القرشيّة ، ودفعت بجميع إمكانيّاتها للإجهاز على حكم الإمام ، الذي قضى على مصالحهم الضيّقة .
وبهذا نطوي الحديث عن منهج الإمام وفلسفته في الحكم .
ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للتعرّف على القوى المعارضة لحكومة الإمام ، التي لم تكن لها أيّة أهداف نبيلة ، وإنّما كانت تبغي الاستيلاء على الحكم للظفر بخيرات البلاد ، والتحكّم في رقاب المسلمين بغير حقّ ، وفيما يلي ذلك :
وانطوت نفس السيّدة عائشة ـ مع الأسف ـ على بغض عارم وكراهية شديدة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولعلّ السبب في ذلك ـ فيما نحسب ـ يعود إلى ميل زوجها النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وإلى بضعته وحبيبته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وإلى سبطيه وريحانتيه سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهماالسلام ، وإشادته دوماً بفضلهم ، وسموّ منزلتهم عند الله ، وفرض مودّتهم على عموم المسلمين ، كما أعلن الذكر الحكيم ذلك ، قال تعالى : ( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (١) .
وفي نفس الوقت كانت عائشة تعامل معاملة عادية ، وفي كثير من الأحيان كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يشير إلى أفعالها ، فقد قال صلىاللهعليهوآله لنسائه : أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُها كِلابُ الْحَوْأَبِ فَتَكونَ ناكِبَةً عَنِ الصِّراطِ .
__________________________
(١) الشورى ٤٢ : ٢٣ .