في أعماق أبي الفضل ، وانطبعت في دخائل ذاته ، حتّى صارت من أبرز عناصره ، فتبنّى الدعوة إليها في مستقبل حياته ، وتقطّعت أوصاله في سبيلها .
وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل عليهالسلام ، قام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بحلق شعره ، والتصدّق بزنته ذهباً أو فضّة على المساكين ، وعقّ عنه بكبش ، كما فعل ذلك مع الحسن والحسين عليهماالسلام عملاً بالسنّة الإسلامية .
أفاد بعض المحقّقين أنّ أبا الفضل العبّاس عليهالسلام وُلد سنة ٢٦ هـ في اليوم الرابع من شهر شعبان (١) .
سمّى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وليده المبارك بـ ( العبّاس ) وقد استشفّ من وراء الغيب أنّه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ، ومنطلق البسمات في وجه الخير ، وكان كما تنبّأ ، فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت عليهمالسلام ، فقد دمّر كتائبها ، وجندل أبطالها ، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء ، ويقول الشاعر فيه :
عَبَسَتْ وُجوهُ القَومِ خَوفَ الْمَوتِ |
|
وَالعَبّاسُ فيهِمْ ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ |
وكُنّي سيّدنا العبّاس عليهالسلام بما يلي :
__________________________
(١) قمر بني هاشم : ٢ : ٥ .