وقبل أن أتحدّث عن ولادة أبي الفضل العبّاس عليهالسلام ونشأته أعرض بإيجاز إلى نسبه الوضّاح ، ذلك النسب الكريم الذي كان له الأثر التامّ في بناء شخصيّته العظيمة ، وتكوين سلوكه المشرّف القائم على الشرف والفضيلة ، وفيما يلي ذلك :
ليس في دنيا الأنساب نسبٌ أسمى ، ولا أرفع من نسب أبي الفضل ، فهو من صميم الاُسرة العلويّة ، التي هي من أجلّ وأشرف الاُسر التي عرفتها الإنسانيّة في جميع أدوارها ، تلك الاُسرة العريقة في الشرف والمجد ، التي أمدّت العالم العربي والإسلامي بعناصر الفضيلة ، والتضحية في سبيل الخير ، وما ينفع الناس ، وأضاءت الحياة العامّة بروح التقوى والإيمان ، وهذا عرض موجز للاُصول الكريمة التي تفرّع قمر بني هاشم ، وفخر عدنان منها .
أمّا الأب الكريم
لسيّدنا العبّاس عليهالسلام فهو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وباب مدينة علمه ، وختنه على حبيبته
، وهو أوّل من آمن بالله ، وصدّق رسوله ، وكان منه بمنزلة هارون من موسى ، وهو بطل الإسلام ، والمنافح الأوّل عن كلمة التوحيد ، وقد قاتل الأقربين والأبعدين من أجل نشر رسالة الإسلام ، وإشاعة