إنّ زيارة حفيدة الرسول صلىاللهعليهوآله وشريكة الإمام الحسين عليهالسلام في نهضته زينب الكبرى عليهاالسلام لاُمّ البنين ، ومواساتها لها بمصابها الأليم بفقد السادة الطيّبين من أبنائها ، ممّا يدلّ على أهميّة اُمّ البنين وسموّ مكانتها عند أهل البيت عليهمالسلام .
وتحتلّ هذه السيّدة الجليلة مكانة مرموقة في نفوس المسلمين ، ويذهب الكثيرون إلى أنّ لها منزلة عظيمة عند الله ، وأنّه ما التجأ إليها مكروب ، وجعلها واسطة إلى الله تعالى إلّا كشف عنه ما ألمّ به من المحن والخطوب ، وهم يفزعون إليها إن ألمّت بهم كارثة من كوارث الزمن ، أو محنة من محن الأيّام .
ومن الطبيعي أن تكون لها هذه المنزلة الكريمة عند الله ، فقد قدّمت في سبيله أفلاذ أكبادها ، وجعلتهم قرابين لدينه .
وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة اُمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العبّاس عليهالسلام ، وقد ازدهرت يثرب ، وأشرقت الدنيا بولادته ، وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الاُسرة العلويّة ، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره ، وأضاف إلى الهاشميّين مجداً خالداً ، وذكراً نديّاً عاطراً .
وحينما بُشّر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله ، وأوسعه تقبيلاً ، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعيّة ، فأذّن في أُذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى .
لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض ، واُنشودة ذلك الصوت : الله أكبر . . لا إلٰه إلّا الله .
وارتسمت هذه الكلمات
العظيمة التي هي رسالة الأنبياء ، واُنشودة المتّقين