ديني أو وطني .
ولم تقتصر محنة الإمام وبلواه من جيشه إلى هذا الحدّ ، وإنّما امتدّت إلى ما هو أعظم من ذلك ، فقد قام بعض عملاء الأمويّين وبهائم الخوراج بعدّة عمليات لاغتيال الإمام ، وقد فشلت جميعها وهي :
ـ رمي الإمام بسهم وهو في أثناء الصلاة ، ولم يؤثّر فيه شيئاً .
ـ طعنه بخنجر في أثناء الصلاة .
ـ طعنه في فخذه .
وضاقت الدنيا على ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله وطافت به المحن والأزمات ، وأيقن أنّه لا محالة إمّا أن يُغتال ويضيع دمه هدراً ، أو يلقى عليه القبض ويبعث أسيراً إلى معاوية ، وأجال النظر في هذه الاُمور فأفزعته إلى حدّ بعيد .
وتمادى الخونة والعملاء في جيش الإمام في الجريمة والشرّ ، فقد قابلوا الإمام بكلمات كانت أشدّ عليه من ضرب السيوف وطعن الرماح ، فقد أقبل عليه الجرّاح ابن سنان يشتدّ كأنّه الكلب وهو رافع عقيرته قائلاً : لقد أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل .
ولم ينبر أحد من جيش الإمام إلى معاقبة هذا الأثيم ، لقد انحرف هؤلاء الخونة عن الحقّ ، ومالوا عن الطريق القويم ، فقد حكموا على ابن بنت نبيّهم وابن وصيّه بالكفر والمروق من الدين ، فأيّ ضلال مثل هذا الضلال ؟