فقد كان همّه الوحيد الرحيل من الدنيا ، واللحوق بأهل بيته الذين حصدتهم سيوف الأمويّين .
وبالإضافة لهذا كلّه فإنّ السيّدة اُمّ البنين اُمّ السادة الأماجد كانت حيّة ، فهي التي تحوز ميراث أبنائها لأنّها من الطبقة الاُولى لو كان لأبنائها أموال ، فإنّ أباهم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد انتقل من هذه الدنيا ولم يخلّف صفراء ولا بيضاء ، فمن أين جاءت أبناءه الأموال .
ومن المحتمل قويّاً أن يكون الوارد في كلام سيّدنا أبي الفضل عليهالسلام : « حتّى أثأركم . . . » أي أطلب بثاركم فحرّف كلامه .
واستجاب السادة اخوة العبّاس إلى نداء أخيهم فهبّوا للجهاد ، ووطّنوا نفوسهم على الموت دفاعاً عن أخيهم ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد برز عبد الله ابن أمير المؤمنين عليهالسلام والتحم مع جيوش الأمويّين ، وهو يرتجز :
شَيخِي عَلِيٌّ ذُو الفَخَارِ الأَطْوَلِ |
|
مِن هَاشِمِ الخَيْرِ الكَرِيمِ المُفْضِلِ |
هَذَا حُسَينُ ابْـنُ النَبِيِّ المُرْسَلِ |
|
عَنْهُ نُحَامِي بِالحُسَامِ المُصْقَلِ |
تَفدِيهِ نَفْسِي مِن أَخٍ مُبَجَّلِ |
|
يَا رَبِّ فَامْنَحنِي ثَوابَ المَنزِلِ (١) |
لقد أعرب بهذا الرجز عن اعتزازه وافتخاره بأبيه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، باب مدينة علم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ووصيّه ، كما اعتزّ بأخيه سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين عليهالسلام ، وقد أعلن أنّه إنّما يدافع عنه لأنّه ابن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويلتمس بذلك أن يمنحه الله الدرجات الرفيعة .
__________________________
(١) الفتوح : ٥ : ١١٢ .