ولم يزل الفتى يقاتل أعنف القتال وأشدّه حتّى شدّ عليه رجس من أرجاس أهل الكوفة ، وهو هاني بن ثبيت الحضرمي فقتله (١) .
وبرز من بعده أخوه جعفر ، وكان له من العمر تسع عشرة سنة ، فجعل يقاتل قتال الأبطال ، فبرز إليه قاتل أخيه فقتله (٢) .
وبرز من بعده أخوه عثمان ، وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، فرماه خولي بسهم فأضعفه ، وشدّ عليه رجس من بني دارم وأخذ رأسه ليتقرّب به إلى ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن مرجانة (٣) .
لقد سمت أرواحهم الطاهرة إلى الرفيق الأعلى ، وهي أنضر ما تكون تفانياً في مرضاة الله ، وأشدّ ما تكون إيماناً بعدالة تضحيتهم التي هي من أنبل التضحيات
__________________________
(١) الإرشاد : ٢ : ١٠٩ .
وفي الفتوح : ٥ : ١١٢ : « إنّ الذي قتله زحر بن بدر النخعي » .
وفي مناقب آل أبي طالب : ٤ : ١٠٧ : « بعد شهادة جعفر برز أخوه عبد الله قائلاً :
أَنَا ابْنُ ذِي النَّجْدَةِ وَالْإِفْضَالِ |
|
ذَاكَ عَلِيُّ الخَيْرِ ذُو الفِعَالِ |
سَيْفُ رَسُولِ اللهِ ذِي النَّكَالِ |
|
فِي كُلِّ يَوْمٍ ظَاهرِ الأَهوَالِ |
فقتله هانئ بن شبيب الحضرمي لعنه الله » . بحار الأنوار : ٤٥ : ٣٨ . مقتل الحسين عليهالسلام : الخوارزمي : ٢ : ٢٩ .
(٢) مقاتل الطالبيّين : ٨٣ .
وذكر ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب : ٤ : ١٠٧ : « ثمّ برز أخوه جعفر منشأً يقول :
إِنِّي أَنَا جَعفَرُ ذُو المَعَالِي |
|
ابنُ عَلِيِّ الخَيْرِ ذِي النَّوالِ |
ذَاكَ الوَصِيُّ ذُو السَّنَا وَالوَالِي |
|
حَسْبِي بِعَمِّي شَرَفاً وَالخَالِ |
فرماه خولي الأصبحي فأصاب شقيقته أو عينيه » .
(٣) مناقب آل أبي طالب : ٤ : ١٠٧ . مقاتل الطالبيّين : ٨٩ .