وإماتة البدعة .
١١ ـ إشاعة المحبّة والمودّة بين المسلمين ، وذلك بالتواصل والتوادد ، وترك التدابر والتقاطع ، وغير ذلك ممّا يؤدّي إلى فصم عرى الوحدة بينهم .
١٢ ـ إقامة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، لأنّه مما يؤدّي إلى إقامة مجتمع سليم تسوده العدالة ، أمّا ترك ذلك فإنّ له من المضاعفات السيّئة التي توجب ارتطام المجتمع بالفتن والبلاء ، كتولية الفسّاق والأشرار لشؤونه ، وعدم استجابة الدعاء من أفراده .
هذه بعض الوصايا الخالدة التي أدلى بها الإمام العظيم ، وهو على فراش الموت (١) .
وسرى السمّ في جميع أجزاء بدن الإمام عليهالسلام من جرّاء الضربة الغادرة التي عمّمه فيها ابن اليهوديّة عبد الرحمن بن ملجم ، وأخذ الموت يدنوا إليه سريعاً سريعاً ، وقد استقبل إمام المتّقين الموت بثغر باسم ، ونفس آمنة مطمئنّة متعطّشة إلى لقاء الله راضية بقضائه وقدره ، وكان لا يفتر لحظة واحدة عن ذكر الله ، وقراءة كتابه ، وقد حفّ به أبناؤه وهم يذرفون أحرّ الدموع ، قد مزّق المصاب قلوبهم ، وقد استقبل القبلة حامداً لله حتّى ارتفعت روحه العظيمة إلى بارئها تحفّها ملائكة الرحمن ، وأرواح الأنبياء والأوصياء ، وقد ازدهرت به جنان الخلد .
لقد توفّي عملاق الفكر الإنساني ، ورائد العدالة الاجتماعيّة في الأرض ، لقد عاش هذا الإمام العظيم غريباً في مجتمع لم يعرف مكانته ، ولم يع قيمه وأهدافه التي كان منها أن ينفي البؤس والشقاء من الأرض ، وينفي الحاجة والحرمان عن
__________________________
(١) يلاحظ نهج البلاغة ، فقد حفل بهذه الوصايا القيّمة .