الفقراء والمحرومين على جميع المصالح الاُخرى .
يقول عليهالسلام : أَيُّها النّاسُ ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ ، لي ما لَكُمْ ، وَعَلَيَّ ما عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي حامِلُكُمْ عَلَى مَنْهَجِ نَبِيِّكُمْ ، وَمُنَفِّذٌ فِيكُمْ ما أَمَرَ بِهِ ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ قَطِيعَةٍ أَقْطَعَها عُثْمانُ ، وكُلَّ مالٍ أَعْطاهُ مِنْ مالِ اللهِ فَهُوَ مَرْدُودٌ في بَيْتِ الْمالِ ، فَإِنَّ الْحَقَّ لَا يُبْطِلُهُ شَيْءٌ ، وَلَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّساءُ ، وَمُلِكَ بِهِ الْإِماءُ ، وَفُرِّقَ في البُلْدانِ لَرَدَدْتُهُ ؛ فَإِنَّ في الْعَدْلِ سَعَةً ، وَمَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ .
كانت سعادته عليهالسلام أن يرى الأوساط الشعبيّة تنعم بالخير والسعادة ، ولا مكان للحاجة والاعواز عندها ، ولم يعرف في تاريخ هذا الشرق حاكم مثله في عطفه وحنانه على البؤساء والمحرومين .
ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للحديث عن بعض شؤون الحكم عند الإمام عليهالسلام ، فإن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسيرة ولده أبي الفضل عليهالسلام فإنّه يكشف عن روعة التربية الكريمة التي تربّى عليها في عهد أبيه رائد العدالة الاجتماعيّة في الأرض ، والتي تركت في نفسه حبّ التضحية والفداء في سبيل الله ، كما يكشف عن الأسباب الوثيقة التي دعت القوى الطامعة والمنحرفة إلى الوقوف في وجه حكومة الإمام عليهالسلام ، ومناهضتهم لأبنائه من بعده ، وفيما يلي ذلك :
أمّا منهج الحكم وفلسفته عند الإمام عليهالسلام فقد كان مشرقاً وحافلاً بمقوّمات الارتقاء والنهوض للشعوب الإسلاميّة ، وفيما أعتقد أنّه لم تعرف الإنسانيّة في جميع أدوارها نظاماً سياسيّاً تبنّى العدل السياسي والاقتصادي والاجتماعي مثل ما تبّناه الإمام عليهالسلام ، وما سنّه من المناهج الرائعة في هذه الحقول ، ونشير إلى بعضها :