تَطَلَّبُ أَسبابَ العُلىٰ فَبَلَغْتَها |
|
وَما كانَ ساعٍ بالِغٌ ما تَطَلَّبا |
وَدونَ احتِمالِ الضَّيمِ عِزٌّ وَمَنعَةٌ |
|
تَخَيَّرتَ أَطْرافَ الأَسِنَّةِ مَركَبا (١) |
إنّ أبا الفضل من المؤسّسين للفضل والإباء في دنيا العرب والإسلام ، فقد سما إلى طرق المجد ، وأسباب العلى ، فبلغ قمّتها ، وقد تخيّر أطراف الأسنّة والرماح حتّى لا يناله ذلّ ولا ضيم .
وأشاد الشاعر الكبير الحاجّ محمّد رضا الأزري في رائعته بالمثل الكريمة التي تحلّى بها قمر بني هاشم ، والتي احتلّت عواطف الأحرار ومشاعرهم يقول :
فَانْهَضْ إِلى الذِّكْرِ الجَميلِ مُشَمِّراً |
|
فَالذِّكْرُ أَبْقى ما اقْتَنَتهُ كِرامُها |
أَوَ ما أَتاكَ حَديثُ وَقْعَةِ كَربَلا |
|
أَنّىٰ وَقَدْ بَلَغَ السَّماءَ قَتامُها |
يَومٌ أَبو الفَضلِ اسْتَجارَ بِهِ الهُدىٰ |
|
وَالشَّمْسُ مِنْ كَدَرِ العَجاجِ لِثامُها |
ودعا الأزري بالبيت الأوّل من رائعته إلى اقتناء الذكر الجميل الذي هو من أفضل المكاسب التي يظفر بها الإنسان ، فإنّه أبقى وأخلد له ، ودعا بالبيت الثاني إلى التأمّل والاستفادة من واقعة كربلاء التي تفجّرت من بركان هائل من الفضائل والمآثر لآل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعرج بالبيت الثالث على أبي الفضل العبّاس عليهالسلام الذي استجار به سبط النبيّ صلىاللهعليهوآله وريحانته ، ولنستمع إلى ما قام به العبّاس من النصر والحماية لأخيه ، يقول الأزري :
فَحَمىٰ عَرينَتَهُ وَدَمدَمَ دونَها |
|
وَيَذُبُّ مِنْ دونِ الشَّرىٰ ضِرغامُها |
__________________________
(١) أعيان الشيعة : ٦ : ٤٤٣ .