من الصفات الكريمة التي أضافها الإمام الصادق عليهالسلام على عمّه أبي الفضل عليهالسلام : الوفاء ، فقد وفى ما عاهد عليه الله من نصرة إمام الحقّ أخيه أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، فقد وقف إلى جانبه في أحلك الظروف وأشدّها محنة وقسوة ، ولم يفارقه حتّى قطعت يداه ، واستشهد في سبيله .
لقد كان الوفاء الذي هو من أميز الصفات الرفيعة عنصراً من عناصر أبي الفضل وذاتياً من ذاتيّاته ، فقد خُلِق للوفاء والبرّ للقريب والبعيد .
وشهد الإمام الصادق عليهالسلام بنصيحة عمّه العبّاس لأخيه سيّد الشهداء عليهالسلام ، فقد أخلص له في النصيحة على مقارعة الباطل ، ومناجزة أئمّة الكفر والضلال ، وشاركه في تضحياته الهائلة التي لم يشاهد العالم مثلها نظيراً في جميع فترات التاريخ . . ولننظر إلى بند آخر من بنود هذه الزيارة الكريمة ، يقول عليهالسلام :
|
فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ ، وَعَنْ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، أَفْضَلَ الْجَزاءِ ، بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ . |
|
وحوى هذا المقطع على
إكبار الإمام الصادق عليهالسلام لعمّه العبّاس وذلك لما قدّمه من الخدمات العظيمة ، والتضحيات الهائلة لسيّد شباب أهل الجنّة ، وريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله الإمام الحسين عليهالسلام ، فقد فداه بروحه ، ووقاه بمهجته ، وصبر على ما لاقاه في سبيله من المحن والشدائد مبتغياً في ذلك الأجر عند الله ، فجزاه الله عن نبيّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وعن باب مدينته الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ،