المؤمنين عليهالسلام التي كانت امتداداً ذاتيّاً لحكومة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله .
وعلى أي حال ، فلنترك حديث عثمان ، ونتوجّه إلى ذكر بقيّة الأحداث التي جرت في عصر أبي الفضل عليهالسلام .
والشيء المؤكّد الذي لا خلاف فيه أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد انتخب انتخاباً شاملاً من جميع قطعات الشعب ، فقد سارعت القوّات المسلّحة التي أطاحت بحكومة عثمان إلى مبايعته ، كما بايعته الجماهير العامّة في مختلف الأقاليم الإسلاميّة سوى الشام ، ونفر قليل في يثرب كان من بينهم سعد بن أبي وقّاص ، وعبد الله بن عمر ، وبعض الأمويّين الذين أيقنوا أنّ الإمام عليهالسلام يبسط العدالة الاجتماعيّة في الأرض ، ويحقّق المساواة الكاملة بين المسلمين ، فلا امتياز لأحد على أحد ، وبذلك تفوت مصالحهم ، فلم يبايعوه .
ولم يقف الإمام عليهالسلام معهم موقفاً معادياً ، فلم يوعز إلى السلطات القضائيّة والتنفيذيّة باتّخاذ الإجراءات الحاسمة ضدّهم ، وذلك عملاً بما منحه الإسلام من الحرّيات العامّة لجميع الناس ، سواء كانوا من المؤيّدين للدولة أو المعارضين لها بشرط أن لا يحدثوا فساداً في الأرض ، أو يقوموا بعصيان مسلّح ضدّ الدولة فإنّها تكون مضطرّة إلى اتّخاذ الإجراءات القانونيّة ضدّهم .
وعلى أيّ حال ، فقد بويع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بيعة عامّة عن رضى واختيار من جميع أبناء الشعوب الإسلاميّة ، وأظهروا في بيعته جميع مباهج الفرح والسرور ، ولم يظفر بمثل هذه البيعة أحد من الخلفاء الذين سبقوه أو تأخّروا عنه .
وفور تقلّد الإمام عليهالسلام للخلافة تبنّى بصورة إيجابيّة وشاملة العدل الخالص ، والحقّ المحض ، وتنكّر لكلّ مصلحة شخصيّة تعود بالنفع عليه أو على ذويه ، وقدّم مصالح