والأموال ، ويشتري الذمم والعواطف ، ويركّز ولاءه في قلوب الغوغاء .
ومهّدت عائشة في ثورتها على حكم الإمام الطريق لمعاوية لإعلانه العصيان المسلّح على حكومة الإمام التي هي أشرف حكومة ظهرت في الشرق العربي على امتداد التاريخ ، وقد تذرّع بها معاوية الذئب الجاهلي لحرب الإمام ، واتّخذ من دم عثمان وسيلة لإغراء الغوغاء واتّهم الإمام بأنّه المسؤول عن المطالبة بدمه ، وفي نفس الوقت أوعز إلى أجهزة الإعلام أن تندب عثمان ، وتظهر براءته ممّا اقترفه في تصرّفاته الاقتصاديّة والسياسيّة التي تتجافى مع أحكام الإسلام .
وتسلّح معاوية بكبار الدبلوماسيّين ، ومهرة السياسة في العالم العربي ، أمثال المغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص ، وأمثالهما ممّن كانت لهم الدراية الوثيقة في أحوال المجتمع ، فكانوا يضعون له المخطّطات الرهيبة للتغلّب على الأحداث .
ورفض معاوية رسميّاً بيعة الإمام ، وأعلن عليه الحرب ، وهو يعلم أنّه إنّما يحارب أخا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووصيّه ، وباب مدينة علمه ، ومَن كان منه بمنزلة هارون من موسى ، لقد أعلن عليه الحرب كما أعلن أبوه أبو سفيان الحرب على رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وتشكّل الجيش الذي زحف به معاوية لمحاربة الإمام عليهالسلام من العناصر التالية :
أمّا الغوغاء فهم
جهلة الشعوب ، وهم كالأنعام ، بل هم أضلّ سبيلاً ، وتستخدمهم السلطة في كلّ زمان لنيل أهدافها ، ولتبني عروشها على جماجمهم ، وكانت الأكثريّة الساحقة من جيش معاوية من هؤلاء الغوغاء المغرّر بهم الذين لا يميّزون بين الحقّ والباطل ، والذين تلوّنهم الدعاية كيفما شاءت ، وقد جعلهم معاوية جسراً فعبر