ومن ذلك أن تقول : كم ساعة طهوت هذا الطعام؟ ، كم أوقات أضرّ نفسى فأجلس أمام البرامج المرئية ، كم مرة أجبت عن الأسئلة الموجهة إليك؟
فى قوله تعالى : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) [الكهف : ١٩]. (كم) فى محلّ نصب على الظرفية ، وتمييزها محذوف مفهوم من الجواب : (قالوا لبثنا يوما) ، فيكون التقدير : كم يوما لبثتم.
ومثل ذلك قوله تعالى : (قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) [البقرة : ٢٥٩].
ج ـ موقع المصدرية : تقع (كم) فى محل نصب على المصدرية إذا أدّى تمييزها المصدرية ، كأن تقول : كم إجابة أجبت عن الأسئلة الشفوية؟ ، كم ضحكة ضحكت اليوم ، حيث (كم) فى الموضعين اسم مبنى فى محل نصب على المصدرية ، والتقدير : أجبت عددا من الإجابات ، وضحكت كثيرا من الضحكات ، أو ضحكات كثيرة.
ومنه أن تقول : كم شربة شربت الدواء؟ ، كم من إصلاح أصلحت بين الناس ، كم رؤية رأيت رؤيا العين؟ كم إصابة أصبتم الهدف؟.
بين موضعى النصب والرفع :
يجوز أن تحتسب (كم) فى موضع نصب أو موضع رفع إذا ذكر الفعل معدّى إلى ضمير تمييز (كم) ، على احتسابها قضية اشتغال ، كأن تقول : كم قصة قرأتها؟ ، فإذا احتسبتها قضية اشتغال فإن التقدير يكون على وجهين : إما أن يكون : كم قصة قرأت قرأتها؟ وبذلك فإن (كم) تكون فى محلّ نصب على المفعولية ، حيث جعلت الفعل المذكور المشغول بالضمير مفسرا للفعل المحذوف الذى لا يذكر فيه الضمير ؛ لأن (كم) تؤدى معنى المفعولية. وإما أن يكون التقدير :عدد القصص التى قرأتها ، فتكون (كم) فى محلّ رفع ، مبتدأ ؛ لأن الضمير المذكور هو المفعول به للفعل المذكور المتعدى إلى واحد (قرأ).