ويشترط لتجريد اسم التفضيل من معنى التفضيل ألا يقترن بمن لفظا ، ولا تقديرا ، ولا يكون بعض ما يضاف إليه ، فيؤول ـ حينئذ ـ باسم الفاعل ، أو بالصفة المشبهة. من ذلك ما ذكره ابن مالك من المثال : يوسف أحسن إخوته ، حيث لا يجوز أن يقدر منهم ، لأن يوسف ليس من المفضل عليهم ، فيشترك.
ويقال على إرادة معنى (من) : يوسف أحسن أبناء يعقوب.
ومنه : زيد أعلم المدينة ، أى : عالم المدينة ، فتقول : الزيدان أعلما المدينة ، الزيدون أعلمو المدينة ... إلخ.
ومنه مؤولا بالصفة المشبهة قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم : ٢٧]. اسم التفضيل (أهون) بمعنى هيّن ، فيكون صفة مشبهة ، مثله فى ذلك مثل القول : الله أكبر ، أى : كبير ؛ لأنه ليس المقصود هنا التفضيل ، وإنما الصفة التى تفيد الثبوت واللزوم ، وهى الصفة المشبهة ؛ إذ لا تفاوت فى نسب المقدورات إلى قدرته ـ تبارك وتعالى ـ (١).
واسم التفضيل العارى الذى ليس معه (من) ويكون مجردا من التفضيل يستعمل مؤولا باسم الفاعل فى قوله تعالى : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ...)[النجم : ٣٢].
أما قول الشاعر :
تمنّى رجال أن أموت وإن أمت |
|
فتلك سبيل لست فيها بأوحد (٢) |
فتقديره : لست فيها بوحيد.
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٠.
(٢) المساعد ٢ ـ ١٧٦.
(أن أموت) حرف مصدرى مبنى ، وفعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (أنا) ، والمصدر المؤول مفعول به فى محل نصب. (أمت) فعل الشرط مضارع مجزوم. وفاعله مستتر تقديره : أنا. (فتلك سبيل) الفاء واقعة فى جواب الشرط ، ومبتدأ أو خبر ، والجملة الاسمية جواب الشرط فى محل جزم. (بأوحد) حرف جر زائد ، وخبر ليس منصوب مقدرا. وجملة ليس مع معموليها نعت لسبيل.