.................................................................................................
______________________________________________________
ينفع ما فعله من الجبران ، لأنه منفصل من الصلاة ، قلنا : ما ذهبنا إليه أحوط على كلّ حال ، لأنّ الإشفاق من الزيادة في الصلاة لا يجري مجرى الإشفاق من تقديم السلام في غير موضعه (١). وقريب منه كلام أبي المكارم (٢) والفاضلين ، وكلامهما في «المعتبر (٣) والمنتهى (٤)» كغيرهما كالصريح بل هو صريح في أنّ البناء على اليقين إنمّا يحصل بالبناء على الأكثر لا الأقلّ ، فظهر فساد ما قاله جماعة (٥) من الأصحاب من أنّ البناء على الأقلّ مذهب علم الهدى في «الناصرية» مضافاً إلى أنّه في «الانتصار والجُمل» ذهب إلى ما عرفت ، وعلى ذلك تنزّل الأخبار (٦) التّي تضمّنت البناء على اليقين وذلك بأن يقال : المراد منها البناء على الأكثر ، وذلك هو المستفاد من الخبر المروي عن «قرب الإسناد» فإن فيه «أنّ رجلاً صلّى ركعتين وشكّ في الثالثة ، قال : يبني على اليقين فإذا فرغ تشهّد وقام وصلّى ركعة بفاتحة الكتاب (٧)» فتدبّر. وقال الاستاذ في «المصابيح» : يحتمل أن يكون مراد السيّد أنّه على سبيل الجزم واليقين يعني يبني يقيناً لا أنّه يعيد الصلاة مثل الشكّ في الاوليين (٨) ، انتهى.
وأمّا الأخبار الاخر (٩) ممّا تضمّن البناء على الأقلّ فمع احتمال ورودها مورد التقيّة كما صرّح به جماعة (١٠) فيمكن أن يقال فيها : إنّ ذلك مطلق بالنسبة إلى وقت
__________________
(١) الانتصار : في الشكّ ص ١٥٦.
(٢) غنية النزوع : فيما يتعلّق بالصلاة .. ص ١١٢.
(٣) المعتبر : في الخلل الواقع في الصلاة ج ٢ ص ٣٩١.
(٤) منتهي المطلب : في الخلل ج ١ ص ٤١٥ س ٣٣.
(٥) منهم البحراني في الحدائق الناضرة : في الشكّ ج ٩ ص ٢١٨ ، والسبزواري في الذخيرة : في الشكّ ص ٣٧٦ س ٢٧ ، العلّامة في المختلف : في السهو ج ٢ ص ٣٨١.
(٦) وسائل الشيعة : ب ٨ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ح ٢ و ٥ و ٦ ج ٥ ص ٣١٨ ، وب ٩ منها ح ٢ ص ٣١٩ ، وب ١٣ منها ح ٢ ص ٣٢٥.
(٧) قرب الإسناد : ح ٩٩ ص ٣٠.
(٨) مصابيح الظلام : في الشكّ والسهو ج ٢ ص ٣٥٩ س ١ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٩) وسائل الشيعة : ب ١ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ح ٢٠ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ ص ٣٠٣.
(١٠) منهم البحراني في الحدائق الناضرة : في الشكّ ج ٩ ص ٢٢٣ ، والطباطبائي في الرياض :