.................................................................................................
______________________________________________________
والحدائق (١)» الأجود إناطة الوجوب بما يحصل منه الخوف كما في الخبر (٢).
وفي «كشف اللثام» ليس الكسوفان إلّا انطماس نور النيّرين كلّا أو بعضاً. وأمّا الكون لحيلولة الأرض أو القمر فلا مدخل له في مفهومهما لغةً ولا عرفاً ولا شرعاً ولا في الإخافة ، فلا إشكال في وجوب الصلاة لهما وإن كان لحيلولة بعض الكواكب ، فإنّ مناط وجوبها الاحساس بالانطماس ، فمن أحسّ به كلًّا أو بعضاً وجبت عليه الصلاة أحسّ به غيره أو لا ، كان الانطماس على قول أهل الهيئة لحيلولة كوكب أو الأرض أو لغير ذلك. وإذا حكم المنجّمون بالانطماس بكوكب أو غيره ولم يحسّ به لم تجب الصلاة لعدم الوثوق بقولهم شرعاً ، وإن أحسّ به بعض دون بعض فإنّما تجب الصلاة على من أحسّ به ومن ثبت عنده بالبيّنة دون غيره ، من غير فرق في جميع ذلك بين أسباب الانطماس ، فلا وجه لما في التذكرة ونهاية الإحكام من الاستشكال ولا لما في الذكرى من منع كونه مخوفاً ، لأنّ على صلاة الكسوفين الإجماع والنصوص من غير اشتراط بالخوف. نعم ، يتّجه ما فيهما من الاستشكال في انكساف بعض الكواكب من غير ما ذكر في وجه الإشكال ، والأقرب الوجوب أيضاً لكونه من الأخاويف لمن يحسّ ، والمخوف ما يخافه معظم من يحسّ به لا معظم الناس مطلقاً (٣).
قلت : في «الدروس (٤) وفوائد الشرائع (٥) والمقاصد العلية (٦)» كسف بعض الكواكب ببعض لا يوجب الصلاة. وقرّبه في «البيان (٧)». وفي «النجيبية» أنّه ممّا
__________________
(١) الحدائق الناضرة : في صلاة الآيات ج ١٠ ص ٣٠٥.
(٢) وسائل الشيعة : ب ٢ من أبواب صلاة الكسوف والآيات ح ١ ج ٥ ص ١٤٤.
(٣) كشف اللثام : في صلاة الكسوف ج ٤ ص ٣٦٤ ٣٦٥.
(٤) الدروس الشرعية : في صلاة الآيات ج ١ ص ١٩٥.
(٥) فوائد الشرائع : في صلاة الكسوف ص ٤٨ السطر الأخير (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).
(٦) المقاصد العلية : في صلاة الآيات ص ٣٦٨.
(٧) البيان : في صلاة الآيات ص ١١٥.