يتابعه كتتامش بن قماج وغيره وإبعادهم عن الحضرة الشّريفة المستضيئية ونهب دورهم ، حتى عزم على الحج في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة وقضى أشغاله بعد إذن الإمام المستضيىء بأمر الله له في ذلك ، فلما توجه قتله قوم من الباطنية على ما سيأتي شرحه.
قال القاضي عمر القرشي : أوّل سماع الوزير في ذي الحجة سنة سبع عشرة وخمس مئة من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، ثم بعده من أبي الحسن عبيد الله بن محمد البيهقيّ ، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وغيرهم. وقد سمع أيضا من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي النّيسابوري ، ومن أبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة ، وأبي الوقت السّجزي ، وروى عنهم ؛ سمع منه الحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري (١) ، والقاضي عمر القرشي ، وابناه : أبو الفضل عبيد الله وأبو نصر عليّ ابنا الوزير ، وأبو أحمد داود بن علي منهما ، وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد بن أبي نصر بن المظفّر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم الوزير أبو الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله ، بقراءة والدك عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الأسدي ، قراءة عليه.
__________________
المنتظم ١٠ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦ وعن علاقته بتتامش انظر ترجمته في تلخيص ابن الفوطي ج ٤ الترجمة ٢٨٦٤.
(١) ستأتي ترجمته في هذا الكتاب ، وقال شيخنا العلامة الدكتور مصطفى جواد ـ رحمهالله ـ معلقا على المختصر المحتاج : «وبخط الذهبي «الباقداري» غلطا منه» ١ / ٥٧ وأثبتها بلفظ «الباقدرائي». قال بشار : هو منسوب إلى «باقدارى» ذكرها ياقوت وقيدها بالحروف وذكر أنها من قرى بغداد قرب أوانا بينها وبين بغداد أربعن ميلا ، وذكر أبا محمد بن أبي غالب الباقداري الضرير هذا من المنسوبين إليها (معجم البلدان ١ / ٤٧٥ ط. أوربا) وراجع أيضا : المنذري : التكملة ٢ / الترجمة ١٠١٩ ، والذهبي : تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٣ وهو بخطه ، فتخطئه شيخنا العلامة للذهبي في غير محلها.