حدثنا أبو حنيفة ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم» (١).
__________________
أصل النسخة أو الرواية ، فإبراهيم بن محمد هو الواعظ ، وهو من أهل مرو ويعرف بالعبد الذليل ، ويروي هذا الحديث عن أبي العباس أحمد بن الصلت بن المغلّس الحماني المتوفى سنة ٣٠٨ (تاريخ الخطيب ٥ / ٣٤٠ و ٣٤٣) ، الذي رواه عن بشر بن الوليد الكندي المتوفى سنة ٢٣٨ (تاريخ الإسلام ٥ / ٧٩٩ ـ ٨٠٠) ، وهو إسناد ساقه الخطيب في تاريخه ٥ / ٣٤٠.
(١) هذا إسناد موضوع ، آفته أحمد بن الصلت بن المغلس الحماني ، وهو كذاب وضّاع ، كما في تاريخ الخطيب ٥ / ٣٣٨ والميزان ١ / ١٤٠ وغيرهما ، قال الخطيب بعد أن ساقه من طريقه في تاريخه : «لم يروه عن بشر غير أحمد بن الصلت ، وليس بمحفوظ عن أبي يوسف ، ولا يثبت لأبي حنيفة سماع من أنس بن مالك ، والله أعلم. حدثني علي بن محمد بن نصر ، قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : (وهو في سؤالاته برقم ٣٨٣) سئل أبو الحسن الدار قطني وأنا أسمع عن سماع أبي حنيفة عن أنس يصح؟ قال : لا. ولا رؤيته ، لم يلحق أبو حنيفة أحدا من الصحابة» (تاريخ الخطيب ٥ / ٣٤٠). وقد ساقه ابن الجوزي من هذا الوجه في العلل المتناهية (٦٨).
وهذا الحديث يروى من طرق عن أنس كلها تالفة لا يصح منها شيء ، فقد أخرجه ابن أبي عمر في مسنده ، كما في مصباح الزجاجة ، الورقة ١٦ ، والطبراني في الأوسط (٢٤٨٣) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١ / ٨ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٢٥٢ ، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٦٧) من حديث زياد بن ميمون ، عن أنس ، وهو ضعيف ، كذّبه يزيد بن هارون ، وذكر الذهبي في الميزان ٢ / ٩٤ هذا الحديث ضمن منكراته.
وأخرجه الخطيب من طريق ميسرة بن عبد الله ، وهو كذاب ، عن موسى بن جابان ، عن أنس ٨ / ٣٨٧ ، وساقه ابن الجوزي في العلل (٦٩) وضعفه بعمران بن عبد الله النوري ، وفي هذا التضعيف نظر ، كما بيناه في تعليقنا على تاريخ الخطيب.
وأخرجه الخطيب ١٢ / ١٠٥ من حديث مالك عن الزهري عن أنس ، وقال : موضوع بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب ١٣ / ٣٧٢ من حديث الأعمش عن أنس ، ولا يصح ، إذ لا يثبت سماع للأعمش من أنس.