استعادة أمجادهم وتطهير أوطانهم من دنس المحتلين الغزاة ، وتبوأ منزلتهم التي أرادها الله سبحانه مرتفعة شامخة ظاهرة على الدّين كلّه ولو كره المشركون.
وقد رأيت من المفيد أن أقدّم لهذا الكتاب بدراسة وجيزة أتناول فيها بعض ما هو لصيق بهذا الكتاب اقتضت طبيعتها أن تكون في بابين ، أولهما : أنظار في كتب الرجال والتراجم ، واختص ثانيهما : بابن الدبيثي وكتابه ذيل تاريخ مدينة السلام وطبيعة عملي فيه.
أما الباب الأول فكان في ثلاثة فصول ، تناول الفصل الأول منها ظهور كتب التراجم التي كانت نتيجة لظهور الإسناد بعد انتشار الفتن في المجتمع الإسلامي ، ودراسة أساليب عرض هذه الكتب وتنظيمها : على الطبقات ، والأنساب ، وحروف المعجم ، والوفيات ، والبلدان. ثم الانتقال إلى محتوياتها واختصاص بعضها بالصحابة ، أو الثقات ، أو الضعفاء ، أو الكتب التي جمعت الصنفين ، أو المدلسين ، أو المختلطين ، أو الكذابين الوضاعين ، أو كتب تناولت بالدراسة تراجم رجال كتب مخصوصة ، أو أخرى عنيت بالأنساب أو الكنى أو الألقاب ، أو المشتبه.
أما الفصل الثاني فاختص بدراسة تواريخ المدن والبلدان وأسباب ظهورها ، وأنواعها من حيث المحتوى ، والتركيز على الكتب المعنية بالرجال والتراجم ، ومحاولة دراسة أول كتاب وصل إلينا من هذا الصنف ، هو تاريخ واسط لبحشل.
وجعلت الفصل الثالث في استعراض لتواريخ بغداد التراجمية ، حاولت فيه أن أقف على أول من صنف فيها على وجه الخصوص ، وسبب تأخر التصنيف في رجالاتها إلى مدة متأخرة مع أنها حاضرة الإسلام منذ ظهور الحركة التأليفية عند المسلمين. ثم بينت أهمية كتاب «تاريخ مدينة السلام» للخطيب باعتباره أول كتاب تراجمي لهذه المدينة يصل إلينا ، وتناولت بعد ذلك الكتب المؤلفة فيها على سبيل الاستقصاء فكانت حصيلة طيبة نافعة إن شاء الله تعالى.