لنزول أهليها بها |
|
إذ أظهر الكفر انهزامه |
وأتت جيوش الشأم من |
|
باب نفى الفتح انبهامه |
فسلوا بها عن جلّق |
|
إذ أشبهتها في الضخامه (١) |
وبدا لهم وجه المنى |
|
وأراهم الثّغر ابتسامه |
وتبوءأوها حضرة |
|
تبري من المضنى سقامه |
بروائها وبمائها |
|
وهوائها النافي الوخامه |
ورياضها المهتزّة ال |
|
أعطاف من شدو الحمامه |
وبمرجها النّضر الذي |
|
قد زيّن الله ارتسامه |
وقصورها الزّهر التي |
|
يأبى بها الحسن انقسامه |
يا ليت شعري أين من |
|
أمضى بها الملك احتكامه |
وأتيح في حمرائها |
|
عزّا به زان اتّسامه (٢) |
أين الوزير ابن الخطي |
|
ب بها فما أحلى كلامه (٣) |
فلكم أبان العدل في |
|
أرجائها وبها أقامه |
ولكم أجار عدا وكم |
|
أجرى ندى والى انسجامه |
راعت صروف الدهر دو |
|
لته وما راعت ذمامه (٤) |
حتى ثوى إثر التّوى |
|
في حفرة نثرت نظامه (٥) |
من زارها في أرض فا |
|
س أذهبت شجوا منامه (٦) |
إذ نبّهته لكلّ شم |
|
ل شتّت الموت التئامه |
هذا لسان الدين أس |
|
كته وأسكنه رجامه |
ومحا عبارته فمن |
|
حيّاه لم يردد سلامه |
__________________
(١) جلّق : دمشق.
(٢) حمرائها : قصر الحمراء.
(٣) ابن الخطيب : هو الوزير لسان الدين بن الخطيب.
(٤) راعت : أفزعت والفعل راع. وما راعت : راعى الذمام : حفظه وفي راعت وراعت : جناس.
(٥) التّوى : الهلاك ، الموت.
(٦) شجوا : حزنا.