فكأنّه ما أمسك ال |
|
قلم المطاع ولا حسامه |
وكأنه لم يعل مت |
|
ن مطهّم بارى النّعامه (١) |
وكأنه لم يرق غا |
|
رب الاعتزاز ولا سنامه |
وكأنه لم يجل وج |
|
ها حاز من بشر تمامه |
وكأنه ما جال في |
|
أمر ولا نهي وسامه |
وكأنه ما نال من |
|
ملك حباه (٢) ولا احترامه |
وكأنه لم يلق في |
|
يده لتدبير زمامه |
مذ فارق الدّنيا وقوّ |
|
ض عن منازلها خيامه |
أمسى بقبر مفردا |
|
والتّرب قد جمعت عظامه |
من بعد تثنية الوزا |
|
رة جاده صوب الغمامه (٣) |
لم يبق إلّا ذكره |
|
كالزّهر مفترّ الكمامه |
والعمر مثل الضّيف أو |
|
كالطّيف ليس له إقامه |
والموت حتم ثم بع |
|
د الموت أهوال القيامه |
والناس مجزيّون عن |
|
أعمال ميل واستقامه |
فذوو السعادة يضحكو |
|
ن وغيرهم يبكي ندامه |
والله يفعل فيهم |
|
ما شاء ذلّا أو كرامه |
ويشفّع المختار في |
|
هم حين يبعثه مقامه |
وعليه خير صلاته |
|
مع صحبه تتلو سلامه |
والتابعين ومن بدا |
|
برق الرّشاد له فشامه |
ما فاز بالرّضوان عب |
|
د كانت الحسنى ختامه |
والله سبحانه المسؤول في الفوز والنجاة كرما منه وحلما ، فبيده الخير لا إله إلّا هو العليّ الكبير العليم الخبير الذي أحاط بكل شيء علما ، فلا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء من مخلوقاته على الشمول والاستغراق.
__________________
(١) المطهم : المتناهي في الحسن. وبارى : سابق.
(٢) حباه : عطاؤه. أصلها حباؤه.
(٣) كان لسان الدين بن الخطيب يدعى ذا الوزارتين لتسنمه قمة السياسة والكتابة.