ألبرق لائح من أندرين |
|
ذرفت عيناك بالماء المعين |
لعبت أسيافه عارية |
|
كمخاريق (١) بأيدي اللّاعبين |
ولصوت الرّعد زجر وحنين |
|
ولقلبي زفرات وأنين |
وأناجي في الدّجى عاذلتي |
|
ويك لا أسمع قول العاذلين (٢) |
عيّرتني بسقام وضنى |
|
إنّ هذين لدين العاشقين |
قد بدا لي وضح الصّبح المبين |
|
فاسقنيها قبل تكبير الأذين |
اسقنيها مزّة مشمولة |
|
لبثت في دنّها بضع سنين (٣) |
نثر المزج على مفرقها |
|
دررا عامت فعادت كالبرين |
مع فتيان كرام نجب |
|
يتهادون رياحين المجون |
شربوا الراح على خدّ رشا |
|
نوّر الورد به والياسمين (٤) |
وجلت آياته عامدة |
|
سبج الشّعر على عاج الجبين |
لوت الصّدغ على جاجبه |
|
ضمّة اللّام على عطفة نون |
فترى غصنا على دعص نقا |
|
وترى ليلا على صبح مبين (٥) |
وسيسقون إذا ما شربوا |
|
بأباريق وكأس من معين |
ومصابيح الدّجى قد طفئت |
|
في بقايا من سواد الليل جون (٦) |
وكأنّ الظّلّ مسك في الثّرى |
|
وكأنّ الطّلّ درّ في الغصون |
والنّدى يقطر من نرجسه |
|
كدموع أسبلتهنّ (٧) الجفون |
والثريّا قد هوت من أفقها |
|
كقضيب زاهر من ياسمين |
وانبرى جنح الدّجى عن صبحه |
|
كغراب طار عن بيض كنين |
__________________
(١) المخاريق ، جمع مخراق ، وهو السيف.
(٢) ويك : ويلك. والعاذلون : اللائمون.
(٣) الخمر المزّة بضمّ الميم ما كان طعمها بين الحلو والحامض. والدن : وعاء للخمر كبير.
(٤) الراح : الخمر. رشا : أصلها رشأ ، خففت الهمزة. والرشأ : ولد الغزالة إذا قوي على المشي وتشبه العرب الغلام والفتاة بالرشأ. ونوّر الورد : أزهر.
(٥) الدّعص : تل الرمل المجتمع المستدير.
(٦) ليل جون : ليل أسود.
(٧) في أ: أسكبتهن الجفون ، ولعله تصحيف.