الستة بسنده عن أبي عبد الله التنسي ، عن والده محمد بن عبد الله التنسي ، عن عبد الله بن مرزوق ، عن أبي حيان ، عن أبي جعفر بن الزبير ، عن أبي الربيع ، عن القاضي عياض بأسانيده المذكورة في كتابه «الشفا في التعريف بحق المصطفى» ، ودرس أيضا الأدب والفقه المالكي.
حياته ورحلاته.
ثم رحل إلى فاس رحلتين ، كانت المرة الأولى سنة ١٠٠٩ ه ، وأمضى فيها بعض الوقت في التحصيل والدرس ، وكانت الثانية سنة ١٠١٣ ه ، وقد هيأت له الإقامة في فاس التبحّر بالعلم والاستزادة من التحصيل.
ولم يذكر لنا المقري السبب الذي دعاه إلى ترك بلده والانتقال إلى فاس حيث استقرّ به المقام ، ومهما يكن من أمر فإنه مضى في فاس يطلب العلم على شيوخها ويزيد من تحصيله ويلتقي أكبر العلماء فيها ، وأخذ يشتغل بالفتوى والخطابة ، وأصبح من صدور العلماء المرموقين ، واتصل بالسلطان زيدان السعدي ، وتولى الإمامة والخطابة في جامع القرويين. ثم تولى الإفتاء سنة ١٠٢٧ ه.
وبرغم هذه المكانة العالية التي حصّلها فإنه قرّر أن يترك المغرب في أواخر سنة ١٠٢٧ ه ، وكعادته لم يذكر السبب الذي جعله يزمع على الرحلة ، وكل ما قاله : «ثم ارتحلت بنيّة الحجاز ، وجعلت إلى الحقيقة المجاز» فما السبب المباشر والرئيس الذي حدا به إلى هجر هذه البلد التي وطأت له أسباب المجد ، ورفعته إلى سنام السؤدد؟.
يقول الأستاذ محمد حجي متابعا السيد الجنحاني : «وكان خروج المقري من فاس بسبب اتهامه بالميل إلى قبيلة شراكة (شراقة) في فسادها وبغيها أيام السلطان محمد الشيخ السعدي ، فارتحل إلى الشرق» ويمكن الاستنتاج ـ رغم أن المصادر لم تذكر شيئا مما أورده الأستاذ محمد حجي ـ أن ذلك قد كان ، فقد كان المقري عالما طارئا على فاس ، وكانت قبيلة شراقة تلمسانية الموطن ، وكانت تنصر عبد الله بن شيخ على أهل فاس ، فلعل الحسد للمكانة التي بلغها المقري عند هذا السلطان جعلت الكثيرين يكيلون التهم له ويزعمون أنه ضالع مع السلطان وقبيلة شراقة ضد الفاسيين ، وهذه التهمة قد جعلت المؤلف يقرّر ترك فاس إلى المشرق.
ولقي المفري في مراكش صاحبها فأنشده متمثلا بقول ابن عبد العزيز الحضرمي :
محبتي تقتضي مقامي |
|
وحالتي تقتضي الرحيلا |
هذان خصمان لست أقضي |
|
بينهما خوف أن أميلا |
فلا يزالان في خصام |
|
حتى أرى رأيك الجميلا |