ما ضرّهم لو ودّعوا من أودعوا |
|
نار الغرام وسلّموا من أسلموا |
هم في الحشا إن أعرقوا أو أيمنوا |
|
أو أشأموا أو أنجدوا أو أتهموا |
وقول الشاعر أبي طاهر الأصفهاني ، المعروف بالوثّابي (١) : [الطويل]
أشاعوا فقالوا وقفة ووداع |
|
وزمّت مطايا للرحيل سراع |
فقلت وداع لا أطيق عيانه |
|
كفاني من البين المشتّ سماع |
ولم يملك الكتمان قلب ملكته |
|
وعند النّوى سرّ الكتوم مذاع |
وقول أبي المجد قاضي ماردين : [الطويل]
رعى الله ربعا أنتم فيه أهله |
|
وجاد عليه هاطل وهتون |
ولا زال مخضرّ الجوانب مترع ال |
|
حياض وفيه للنّعيم فنون |
لئن قدّر الله اللقاء وأينعت |
|
غصون التداني فالبعاد يهون |
وإن حكمت أيدي الفراق بعسرة |
|
فكم قضيت للمعسرين ديون |
وقول آخر : [الكامل]
غبتم فما لي في التّصبّر مطمع |
|
عظم الجوى واشتدّت الأشواق |
لا الدار بعدكم كما كانت ولا |
|
ذاك البهاء بها ولا الإشراق |
أشتاقكم ، وكذا المحبّ إذا نأى |
|
عنه أحبّة قلبه يشتاق |
وقول أبي الحسن الهمذاني (٢) : [الوافر]
ويوم تولّت الأظعان عنّا |
|
وقوّض حاضر وأرنّ بادي (٣) |
مددت إلى الوداع يدا وأخرى |
|
حبست بها الحياة على فؤادي |
وقول ابن الصائغ : [البسيط]
قد أودعوا القلب لمّا ودّعوا حرقا |
|
فظلّ في الليل مثل النّجم حيرانا |
راودته يستعير الصّبر بعدهم |
|
فقال : إني استعرت اليوم نيرانا |
وقول الصدر بن الأدمي مكتفيا (٤) : [الرمل]
__________________
(١) هو اسماعيل بن محمد الوثابي الأصفهاني الأديب الشاعر. توفي سنة (٥٣٢ ه) (انظر : اللباب ٣: ٢٦٢).
(٢) في ب : الهمداني.
(٣) أرنّ : صاح باكيا.
(٤) هو صدر الدين علي بن محمد الأدمي المتوفى سنة ٨١٦ ه) كان قاضيا بدمشق (انظر : الضوء اللامع ٥ : ٣٢٨).