يوم توديعي لأحبابي غدا |
|
ذكر ميّ شاغلي عن كلّ شي |
فرنت نحوي وقالت : يا ترى |
|
أنت حيّ في هوانا؟ قلت : مي (١) |
وقول غيره : [السريع]
ولي فؤاد مذ نأى شخصهم |
|
ظلّ كئيبا مدنفا موجعا |
ومقلة مهما تذكّرتهم |
|
تذرف دمعا أربعا أربعا |
وليس لي من حيلة كلما |
|
لجّت بي الأشواق إلّا الدّعا |
أسأل من ألّف ما بيننا |
|
وقدّر الفرقة أن يجمعا |
وقول الرّعيني الغرناطي : [الطويل]
محاسن ربع قد محاهنّ ما جرى |
|
من الدمع لمّا قيل قد رحل الرّكب |
تناقض حالي مذ شجاني فراقهم |
|
فمن أضلعي نار ومن أدمعي سكب |
وفي معناه قوله أيضا (٢) : [الطويل]
وقائلة : ما هذه الدّرر التي |
|
تساقطها عيناك سمطين سمطين |
فقلت لها : هذا الذي قد حشا به |
|
أبو مضر أذني تساقط من عيني |
وقول الزمخشري (٣) : [الكامل]
لم يبكني إلّا حديث فراقهم |
|
لمّا أسرّ به إليّ مودّعي |
هو ذلك الدّرّ الذي أودعتم |
|
في مسعي أجريته من مدمعي |
وقول الزّغاري : [الرجز]
قد بعتهم قلبي يوم بينهم |
|
بنظرة التوديع وهو يحترق |
ولم أجد من بعدها لردّه |
|
وجها وكان الرّدّ لو لم نفترق |
وقول بعض الأندلسيين : [البسيط]
ساروا فودّعهم طرفي وأودعهم |
|
قلبي فما بعدوا عنّي ولا قربوا |
__________________
(١) قلت : مي ، لعله أراد : قلت ميت فاختصر الكلمة وكأنه لا يستطيع الكلام.
(٢) اشتهرت نسبة البيتين إلى الزمخشري.
(٣) اشتهرت نسبة هذين البيتين إلى القاضي الجرجاني.