هم الشموس ففي عيني إذا طلعوا |
|
في القادمين وفي قلبي إذا غربوا |
وقلت أنا مضمّنا بديهة : [المجتث]
لا كان يوم فراق |
|
ساق الشجون إلينا |
فكم أذلّ نفوسا |
|
يا من يعزّ علينا (١) |
وقلت أيضا مضمّنا : [البسيط]
سلا أحبّته من لم يذب كمدا |
|
يوم الوداع وإن أجرى الدموع دما |
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم |
|
من بعدكم هدّ ركن الصّبر وانهدما |
وإن نأى الجسم كرها عن منازلكم |
|
فالقلب ثاو بها لم يصحب القدما |
وما نسينا عهودا للهوى كرمت |
|
نعم قرعنا عليها سنّنا ندما |
وأظلمت بالنّوى أرجاء مقصدنا |
|
وصار وجدان إلف غيركم عدما |
وقلت أيضا مضمّنا : [البسيط]
لم أنس بالشام أنسا شمت بارقه |
|
جادت معاهده أنواء نيسان (٢) |
لهفي لعيش قضينا في مشاهدها |
|
ما بين حسن من الدنيا وإحسان |
وقلت كذلك : [الكامل]
يا جيرة بانوا وأبقوا حسرة |
|
تجري دموعي بعدهم وفق القضا |
كم قلت إذ ودّعتهم والأنس لا |
|
ينسى وعهد ودادهم لن يرفضا |
يا موقف التوديع إنّ مدامعي |
|
فضّت وفاضت في ثرى ذاك الفضا |
وكما تفاءلت بقول الأول ، مع علمي بأن على الله المعوّل : [البسيط المخلع]
إذا رأيت الوداع فاصبر |
|
ولا يهمّنّك البعاد |
وانتظر العود عن قريب |
|
فإنّ قلب الوداع عادوا |
وضاقت بي الرّحاب ، عند (٣) مفارقة أعيان الأحباب والصّحاب (٤) ، وكاثرت دموعي من
__________________
(١) ضمّن في هذا البيت قول المتنبي :
يا من يعز علينا أن نفارقهم |
|
وجداننا كل شيء بعدكم عدم |
(٢) شمت : نظرت ، والبارق : البرق.
(٣) في ب : حين.
(٤) في ب : مفارقة أعيان الصّحاب.