أقول : ويشير اليه ما ورد في الأخبار (١) ـ كما سيأتي ان شاء الله في المقام ـ ان من سبح تسبيح فاطمة (عليهاالسلام) قبل ان يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له». وما ورد أيضا (٢) قال : «من قال في دبر صلاة الفريضة قبل ان يثنى رجليه استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي. الحديث». وسيأتي ان شاء الله ، إلا انه يمكن حمله على الفرد الأكمل منه. وبالجملة فإنه لا ريب في تحققه بالجلوس مشتغلا بالدعاء والمسألة والذكر دبر الصلاة وانما الشك في اشتراطه بالشروط المذكورة من الاستقبال والطهارة والتورك والجلوس بحيث لا يصدق مع الإخلال بشيء منها.
وقال شيخنا المجلسي في البحار : وربما احتمل بعض الأصحاب كون محض الجلوس بعد الصلاة بتلك الهيئة تعقيبا وان لم يقرأ دعاء ولا ذكرا ولا قرآنا. وهو بعيد بل الظاهر تحقق التعقيب بقراءة شيء من الثلاثة بعد الصلاة أو قريبا منها عرفا على اي حال كان والجلوس والاستقبال والطهارة من مكملاته. نعم ورد في بعض التعقيبات ذكر بعض تلك الشرائط كما سيأتي فيكون شرطا فيها بخصوصها في حال الاختيار وان احتمل ان يكون فيها أيضا من المكملات ويكون استحبابه فيها أشد منه في غيرها. والأفضل والأحوط رعاية شروط الصلاة فيه مطلقا مع الإمكان. انتهى كلامه (زيد مقامه) وهو جيد ، وأشار بقوله «نعم ورد في بعض التعقيبات.» الى ما ذكرنا من الخبرين ونحوهما.
وقال الشهيد في الرسالة النفلية : ووظائفه عشرة : الإقبال عليه بالقلب والبقاء على هيئة التشهد وعدم الكلام ـ اي قبله وخلاله كما ذكره في الشرح ـ والحدث بل الباقي على طهارته معقب وان انصرف ، وعدم الاستدبار وعدم مزايلة المصلي اي مفارقته وكل مناف صحة الصلاة أو كمالها. قال في الشرح هذا كله من وظائف الكمال وإلا فإنه يتحقق بدونها. انتهى. والله العالم.
__________________
(١) الوسائل الباب ٧ من التعقيب.
(٢) الوسائل الباب ٢٤ من التعقيب.