وروى الصدوق في الفقيه في الصحيح عن هشام بن سالم (١) قال : «قلت.
__________________
فيه ذلك» وذلك مضمون ما رواه بطرقه عن السجاد والباقر والصادق «عليهمالسلام» وهو خمس روايات. وقد نقل في الوسائل اثنتين منها في الباب ٢ من حد المرتد. أقول : ان هذه الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت «عليهمالسلام» والكلمات الصادرة من اعلام الشيعة دليل قاطع وبرهان ساطع على سخط أئمة الشيعة وإعلامهم على هذا الرجل وانهم يبرأون منه لكفره وغلوه بل بعض الروايات تصرح ـ كما في كلام الكشي ـ بأن عليا «ع» أحرق سبعين رجلا ادعوا فيه ذلك ، مما يدل على تنفيذ حكم الاعدام فيه وفي كل من قال بمقالته. ولا يخفى ان المقارنة بين الرواية المتقدمة في المتن وهذه الروايات الخمس تقتضي ان هذا الانحراف كان في زمان متأخر عن المحاورة بينه وبين الامام «ع» التي اشتملت عليها الرواية. ومع هذا كله فقد وجد أعداء الشيعة في هذه الشخصية خير وسيلة لتحطيم مذهب الشيعة الذي تأسس وتكون على ضوء قول الله تعالى في سورة المائدة «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ» وقول النبي «ص» في حديث الغدير «من كنت مولاه فهذا على مولاه» بعد قوله «ص» «ألست (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)» وقول المسلمين «اللهم بلى». وقوله «ص» «على مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار». وقوله «ص» لعلي «ع» «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي». الى غير ذلك مما يدل على المطلوب ، ووجدوا فيه خير وسيلة لتشويه مذهب أهل البيت «ع» الذين انزل الله فيهم آية التطهير واوصى النبي «ص» بالتمسك بهم وقرنهم بالقرآن في حديث الثقلين ، فجعلوه المؤسس لمذهب التشيع والمبتدع لأصوله واعتبروه مأخوذا من اليهود ، فالكشى ـ بعد ان حكى عن أهل العلم ان عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا «ع» وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى «ع» الغلو فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله «ص» في على «ع» مثل ذلك وكان أول من أشهر بالقول بفرض امامة علي «ع» وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم ـ قال «فمن هنا قال من خالف الشيعة ان أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية» وقد تصدى المؤرخون لهذا الأمر كالطبري وابن عساكر.
(١) الوسائل الباب ١٧ من التعقيب.