والخاصة ، فالقضية ليست قضية شرف ذاتي في ما يملكه الإنسان من عناصره الذاتية بذاته ، بل هي قضية امتياز في ما أعطاه الله.
وليس من الضروري أن تكون المسميات موجودات أحياء عقلاء محجوبين تحت حجاب الغيب ، لأن القصة واردة في الإحاطة بالأمور التي تدخل في نطاق مسئوليات هذا الخليفة في إدارة شؤون الأرض وفق خصوصياتها وأوضاعها وموجوداتها وما يتصل بها لجهة تحريكها وتوجيهها الوجهة التي أرادها الله ، ولعل ما يؤكد ذلك ما جاءت به أحاديث أئمة أهل البيت عليهمالسلام في الجواب عن السؤال عمّا علمه الله لآدم ، قال الإمام الصادق ـ كما في تفسير العياشي ـ : «الأرضين والجبال والشعاب والأودية ، ثم نظر إلى بساط تحته فقال : وهذا البساط ممّا علّمه»(١).
وهي إشارة إلى المدى الذي تبلغه إمكانات العلم لدى آدم ـ الإنسان ، بحيث تدخل في تفاصيل الأشياء المستقبلة من خلال الطاقات المودعة فيه والوسائل الموضوعة لديه ، والله العالم بحقائق آياته.
وقد أفاض صاحب الميزان في عرض الأخبار المتنوعة في هذا المجال ومنها أخبار الطينة.
ثم علّق على بعض الملاحظات التي يوردها بعض الناس حول هذه الأخبار في علامات الاستفهام التي توحي بالاستبعاد فقال :
وإياك أن ترمي أمثال هذه الأحاديث الشريفة المأثورة عن معادن العلم ، ومنابع الحكمة ، بأنها من اختلاقات المتصوّفة وأوهامهم ، فللخلقة أسرار ، وهو ذا العلماء من طبقات أقوام الإنسان لا يألون جهدا في البحث عن أسرار الطبيعة ، منذ أخذ البشر في الانتشار ، وكلما لاح لهم معلوم واحد بأن لهم
__________________
(١) م. س ، ج : ١ ، ص : ١٢١.