ويحركها فيعطي الحياة للبذور التي لا تملك في ذاتها شيئا من الحياة ، كما يمنع الحياة عن بعضها ، فتجفّ وتصفر وتتحول إلى هشيم. وهو الذي يعطي الإنسان الحياة في ما يتوالد من الأجنّة التي يتكامل نموّها وتتوفر فيها كل شروط الحياة ، وهو الذي يمنعها عن أجنّة أخرى. وهكذا تبقى دورة الحياة في كل لحظة ، وفي كل شيء حيّ.
(وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) عند ما تهتز بالخضرة الطافرة ، والنباتات المتنوعة ، والألوان الزاهية ، فتشعر بالحياة التي تتحرك في كل ذرّة من ذراتها ، وفي كل مساحة من مساحاتها ، مما يوحي للإنسان بحركة الحياة والموت ، في عملية الخلق والإعادة ، ليوحي له ذلك بفكرة البعث بعد الموت ، ليجدها في حركة الحياة في الأرض وفي كل الأشياء الحيّة ، قبل أن يفكر بها في دائرة العقل ، (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) فلا غرابة في ذلك لأن طبيعة قانون الحياة يفرض ذلك.
* * *